مستشفى حمد بن خليفة للأطراف الصناعية.. رحمة بمعاقي غزة من عذاب السفر

مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في مدينة غزة
المستشفى يقدم خدمة طبية نوعية جديدة لأهالي غزة تخفف مشقة السفر في ظل الحصار (الجزيرة)


حنين ياسين-غزة

بعث افتتاح مستشفى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة أمس الأمل بين أبناء القطاع الذين بترت أطرافهم في الاعتداءات الإسرائيلية، والذين تزايد عددهم منذ انطلاق مسيرات العودة قبل أكثر من عام.

تم تمويل المستشفى من صندوق قطر للتنمية وتنفيذ لجنة إعمار غزة وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة، على مساحة 12.000 متر مربع، بسعة استيعابية لمئة سرير. وبلغت تكلفة إنشائه 16 مليون دولار.

وحرصت وزارة الصحة بدولة قطر على إرسال عدد من الأطباء لتشغيل وتدريب الكادر الطبي، بما يضمن تقديم الخدمة لجميع المواطنين الفلسطينيين من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، بالتركيز على قطاع غزة وذلك بسبب موقع المستشفى.

تهيئة
يضم المستشفى العديد من الأقسام الطبية المهمة لتقديم أفضل خدمة علاجية وفق المعايير العالمية، منها قسم الأطراف الصناعية، وقسم التأهيل الحركي واللفظي، وقسم العلاج الوظيفي، وقسم التمريض، وقسم النطق والبلع وقسم السمعيات وقسم للأطفال.

ولدى إعلانه عن افتتاح المستشفى أمس، قال مدير عام صندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري "لطالما اهتمت دولة قطر بمساعدة دول العالم العربي، وعلى وجه التحديد الأشقاء الفلسطينيين في غزة".

وحول المستشفى القطري الجديد، قال إنه يستهدف علاج المرضى الفلسطينيين الذين يعانون من بتر في أطرافهم وتأهيلهم للعودة لحياتهم الطبيعية مرة أخرى "فالأهالي بحاجة لمثل هذا الدعم لينعموا بحياة كريمة ولاسيما في ظل الظروف الصعبة، التي يقاسونها وأحدها صعوبة الوصول للعلاج".

وشارك بالافتتاح خالد الحردان نائب رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وكيل وزارة الصحة الفلسطينية يوسف أبو الريش، مدير عام المستشفى رأفت لبد، مدير بعثة الصليب الأحمر في غزة جيلان ديفورن، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشخصيات العامة وأعضاء من نواب المجلس التشريعي وقيادات العمل الوطني الفلسطيني ورؤساء النقابات المهنية ووفد من صندوق قطر للتنمية.

‪الفرحة عارمة بافتتاح مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في غزة‬ (الجزيرة)
‪الفرحة عارمة بافتتاح مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في غزة‬ (الجزيرة)

إضافة
وثمن كل من أبو الريش ولبد دور الدوحة في المشاريع الإنسانية والتنموية في غزة، كما عبرا عن الشكر لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

واعتبر وكيل الصحة الفلسطينية مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "إضافة نوعية للقطاع الصحي بغزة، وقد تم تأسيسه وتجهيزه وفق أحدث المواصفات العالمية. فهو يقدم خدمات لم تكن متوفرة منها الأطراف الصناعية، التأهيل، علاج ومتابعة الإعاقات السمعية والتدخل المبكر لاكتشافها".
 
وقال أبو الريش للجزيرة نت إن المستشفى القطري الجديد "يكتسب أهمية خاصة في ظل تزايد أعداد الفلسطينيين في غزة الذين فقدوا أطرافهم جراء استهداف القوات الإسرائيلية للمتظاهرين في مسيرات العودة، وسيمكن هؤلاء من الاندماج في المجتمع" ليكونوا منتجين بدلا من أن يكونوا معاقين.

‪خليفة الكواري يدشن الافتتاح‬  (الأناضول)
‪خليفة الكواري يدشن الافتتاح‬  (الأناضول)

ضحايا.. آمال
وفق بيانات وزارة الصحة بغزة، فإن جيش الاحتلال أصاب أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني بإطلاق النار والقصف على المشاركين بمسيرات العودة التي تخرج على طول حدود القطاع مع إسرائيل، منذ 30 مارس/ آذار 2018.

ووثقت الوزارة بتر الأطراف السفلية لـ 122 فلسطينيا من جرحى مسيرات العودة إلى جانب 14 آخرين بترت أطرافهم العلوية.

أحد من بترت أطرافهم علي أبو الحسن (62 عاما) نتيجة إصابته برصاصة إسرائيلية أثناء مشاركته بمسيرة العودة قرب حدود غزة، حاله كحال بقية من بترت أطرافهم الذين استقبلوا افتتاح المستشفى القطري الجديد بفرحة عارمة بعثت في نفوسهم الأمل والتفاؤل بتلقي العالج، دونما حاجة للسفر إلى الخارج وما يتكبده المسافر من معاناة إثر الحصار.

يقول أبو الحسن للجزيرة نت "فقدت ساقي اليمنى قبل نحو عام إثر إصابتي برصاصة إسرائيلية متفجرة خلال مشاركتي بمسيرات العودة قرب الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة".

حالات المعاقين بسبب نيران الاحتلال تسبب أزمة اجتماعية واقتصادية كبيرة في قطاع غزة (الأناضول)
حالات المعاقين بسبب نيران الاحتلال تسبب أزمة اجتماعية واقتصادية كبيرة في قطاع غزة (الأناضول)

وحاول الرجل تركيب ساق صناعية في مركز محلي بقطاع غزة إلا أنها لم تناسبه، وسببت له آلاما حادة بالجزء السليم من ساقه مما اضطره إلى تركها واستخدام العكاز الخشبي ليتمكن من التنقل.

وقد نصح الأطباء أبو الحسن بالتوجه إلى ألمانيا أو الأردن للحصول على طرف صناعي بمواصفات جيدة، إلا أن حالته المالية منعته، فتكلفة الساق الصناعية ونفقات السفر لن تقل عن عشرة آلاف دولار.

وما إن سمع الرجل بافتتاح مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم حتى قرر التوجه إليه ليبدأ رحلة علاج وتأهيل سيحصل في نهايتها على ساق صناعية بمواصفات عالمية تتناسب مع حالته.

واختتم أبو الحسن فرحته بالقول "المستشفى القطري بعث الأمل من جديد في قلوب جرحى مسيرات العودة والاعتداءات الإسرائيلية الذين فقدوا أطرافهم خاصة الذين لا يملكون تكلفة العلاج".

المصدر : الجزيرة