حشود المحتجين تصل الخرطوم وقوى التغيير تحذر من فض اعتصامها بالقوة
وصلت إلى الخرطوم مجموعة من المحتجين من ولاية نهر النيل على متن قطار، تلبية لدعوات المعتصمين بالانضمام إليهم، بينما اتهم تحالف قوى الحرية والتغيير الأجهزة الأمنية بمحاولة فض اعتصامهم في الخرطوم بالقوة.
واستقبل عدد من المعتصمين أمس الثلاثاء القطار القادم من محطة سكك حديد عطبرة وهو يحمل عددا كبيرا من المحتجين القادمين من مدن ولاية نهر النيل شمال الخرطوم، أبرزها مدينتا عطبرة والدامر، حيث تكتسب عطبرة (290 كلم شمال شرق الخرطوم) قيمة رمزية لأنها شهدت انطلاق الشرارة الأولى للثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير.
ورفع المحتجون لافتات تؤكد أن لا تراجع عن مطالب الثورة، وخاصة تسليم السلطة إلى حكم مدني فورا.
فض الاعتصام
جاء ذلك بعدما حذر تحالف قوى الحرية والتغيير مما سمّاها محاولات من "فلول النظام السابق ونسخته الجديدة" لفض اعتصام الجماهير، الذي وصفته القوى بأنه صمام أمان للثورة المجيدة، داعيا مختلف فئات الشعب في العاصمة والمناطق المجاورة إلى تسيير المواكب نحو موقع الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقال معتصمون إن نحو أربعين فردا من الشرطة العسكرية طلبوا منهم إزالة الحواجز من أمام مداخل شارع القيادة العامة، لكن المعتصمين رفضوا واستمروا في اعتصامهم الذي مضى عليه 17 يوما.
كما قال تجمع المهنيين السودانيين في تغريدة على تويتر "تحاول الأجهزة القمعية فض الاعتصام من عدة اتجاهات، وقد رصدنا تحرك عربات تتبع الأجهزة الأمنية.. نؤكد أن أي محاولة لفض الاعتصام ستجد الحسم عبر الجماهير".
وناشد التجمع المعارضين والناشطين كافة بالتوافد إلى ساحة الاعتصام، وزيادة المتاريس من الاتجاه الجنوبي للساحة.
في المقابل، ندد المجلس العسكري الانتقالي بغلق محتجين للطرق وتقييد حركة المواطنين، وقال إنه لا يُقبَل "قيامُ بعض الشباب بممارسة دور الشرطة والأجهزة الأمنية في تخطٍ واضح للقوانين واللوائح"، في إشارة إلى الشبان الذين يفتشون المحتجين المشاركين في الاعتصام.
وأضاف في بيان "نطلب من المواطنين الكرام المساعدة في إزالة هذه المظاهر السالبة التي تؤثر في حياة المواطن وأمن البلاد"، داعيا إلى فتح الطرق وإتاحة الوصول إلى وسائل النقل العام فورا.
المجلس العسكري
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، بحث الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري مع وفد من تحالف جديد باسم "تحالف نهضة السودان" مطالب الفترة الانتقالية وقضاياها.
وقال القيادي بالتحالف التيجاني السيسي في تصريح صحفي إنهم نقلوا لحميدتي رؤيتهم، معتبرا أن السودان يواجه استقطابات سياسية وجهوية وقبلية حادة قد تهدد أمن وسلامة الوطن وبشكل لا يحتمل "التشاكس والجري وراء السلطة".
ويضم التحالف مجموعة من الأحزاب هي: جبهة الشرق، والتحرير والعدالة القومي، والأمة المتحد، والأمة الوطني، والإصلاح والتنمية، وحركة تحرير السودان الثورة الثانية، وحركة العدل والمساواة.
وكان حميدتي قال خلال لقاء مع مجموعة ضباط إن المجلس لن يقبل "الفوضى في البلاد"، وإن مهمته هي الوصول بالسودان إلى بر الأمان، مضيفا أن أولوية المجلس الآن هي الاتفاق مع القوى السياسية بما يرضي الشعب السوداني، وقال إنه لا بد من تشكيل حكومة كفاءات لا علاقة لها بأي حزب.
من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في السودان المجلس العسكري إلى إنجاز توافق مع كل المكونات السياسية ونقل السلطة إلى المدنيين بأسرع فرصة، وطالبته بالابتعاد عن سياسة المحاور تحت ضغط الاقتصاد والوعود المالية صونا لاستقلال قرار البلاد السياسي.
وأضافت الجماعة -في بيان- أنها ترفض انقسام السودانيين إلى إسلاميين وعلمانيين، كما ترفض إعلان حكومة من جانب واحد.