سريلانكا.. حصيلة جديدة للتفجيرات والحكومة تشتبه بشبكة دولية
قال راجيثا سيناراتني المتحدث باسم حكومة سريلانكا اليوم الاثنين إن التفجيرات -التي وقعت في "عيد القيامة" أمس الأحد وراح ضحيتها 290 قتيلا ونحو خمسمئة جريح- تم تنفيذها بمساعدة شبكة دولية.
وأضاف "لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد.. هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات".
وتعتقد الحكومة أن جماعة "التوحيد الوطنية" (إسلامية محلية) تقف وراء "الاعتداءات" بحسب سيناراتني الذي قال إن الحكومة تحقق فيما إذا كان للمجموعة "دعم دولي".
وكان قائد الشرطة قد أصدر في 11 أبريل/نيسان تحذيرا جاء فيه أن "وكالة استخبارات أجنبية" أفادت بأن جماعة التوحيد الوطنية تخطط لشن هجمات على كنائس وعلى مفوضية الهند العليا في كولومبو.
يأتي هذا، في وقت فرضت السلطات من جديد حظرا للتجوال في العاصمة من الثامنة مساء وحتى الرابعة صباحا.
وقال وزير الصحة إن المجلس الأمني المصغر قرر تشديد الإجراءات الأمنية، وأضاف أن السلطات قررت تعويض أسر الضحايا وكذلك من تضررت ممتلكاتهم.
وارتفع عدد الضحايا إلى 290 قتيلا ونحو خمسمئة جريح، في حين أعلنت السلطات اعتقال 24 شخصا بشبهة التورط في التفجيرات.
وقالت الشرطة اليوم الاثنين -في بيان قدمت فيه أحدث إحصاء للضحايا- إن بين القتلى 36 أجنبيا. وقال مسؤولون وتقارير إعلامية إن القتلى الأجانب من الولايات المتحدة وتركيا والصين والهند وهولندا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت ثلاث كنائس وأربعة فنادق في كولومبو ومدن أخرى، ولم تذكر السلطات أي تفاصيل تتعلق بالموقوفين المشتبه بهم. لكن وزير الدفاع وصف الهجمات بأنها "عمل إرهابي من جماعات متطرفة" دون تفاصيل.
من جهته، قال خبير أدلة جنائية حكومي لوكالة أسوشيتد برس إن "سبعة انتحاريين" نفذوا ستة من الهجمات التي استهدفت فنادق وكنائس.
وأفادت وكالة رويترز أن جنودا يحملون أسلحة آلية انتشروا أمام الفنادق الرئيسية ومركز التجارة العالمي في الحي التجاري بالعاصمة. وأعلنت السلطات إغلاق جميع المدارس الاثنين والثلاثاء.
هجمات وتحذير
وعقب الهجمات الدامية، حذّر رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ من أن الهجمات التي استهدفت كنائس وفنادق (هدفها) محاولة لزعزعة أمن البلاد واستقرارها.
ووعد ويكرمسينغ -في بيان نُشر على موقع رئاسة الوزراء- بأن تعمل حكومته على إعادة الأمن والاستقرار. وقدم تعازيه لذوي الضحايا، مبينا أنه أصدر تعليمات صارمة بتضافر جهود كافة الجهات المختصة لإحلال الأمن والاستقرار.
تحذير أميركي
في غضون ذلك، أصدرت الخارجية الأميركية تحذيرا لمواطنيها بشأن السفر إلى سريلانكا، قالت فيه إن "جماعات إرهابية" لا تزال تخطط لهجمات محتملة.
وأضافت أن "إرهابيين" قد يشنون هجمات "دون سابق إنذار" موضحة أن من بين الأهداف المحتملة أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخرى.
واستهدفت سلسلة التفجيرات أمس كنائس وفنادق فاخرة أثناء احتفال المسيحيين بعيد الفصح، وهي أول هجمات كبيرة تشهدها سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات.
ووقعت التفجيرات -ومنها تفجيران انتحاريان على الأقل وفقا للسلطات- في كنيستي سانت أنتوني وسانت سيباستيان في بلدة نيغومبو، إضافة إلى كنيسة زيون شرقي بلدة باتيكالوا، وأربعة فنادق في كولومبو وضواحيها، وتفجير ثامن بالضاحية الشمالية للعاصمة وتحديدا أوروغو داواتا.
وأثارت التفجيرات توترا بهذا البلد المتعدد الأعراق والديانات، إذ أعلنت الشرطة مساء أمس وقوع هجوم بقنبلة حارقة على مسجد بمنطقة بوتالوم (شمال غرب) كما تعرض متجران يملكهما مسلمون بمنطقة كولاتارا في الغرب لهجمات تخريبية.
من جهة أخرى، طلب مالكولم رانيث كبير أساقفة كولومبو من المواطنين التحلي بالهدوء -خلال حديثه بقناة تلفزيونية- كما طلب من السلطات تقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة.
التركيبة السكانية
ومن مجموع سكان سريلانكا -البالغ عددهم نحو 22 مليون شخص- يمثل البوذيون 70% والهندوس 12.6% والمسلمون 9.7% والمسيحيون 7.6%، وفقا للتعداد السكاني الذي أجري عام 2012.
وفي تقريرها لعام 2018 بشأن حقوق الإنسان بسريلانكا، قالت الخارجية الأميركية إن بعض الجماعات المسيحية والكنائس أبلغت عن تعرضها لضغوط لإنهاء تجمعات للعبادة بعد أن صنفتها السلطات بأنها "غير مرخص لها".
وقال التقرير أيضا إن الرهبان البوذيين حاولوا مرارا إغلاق أماكن عبادة للمسيحيين والمسلمين استنادا لما ذكرته مصادر لم يتم الكشف عنها.
تنديد واسع
وقد لقيت التفجيرات تنديدا واسعا في أنحاء العالم. وقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب "التعازي القلبية" للشعب السريلانكي، وأعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التفجيرات "هجوم على الإنسانية بأسرها" في وقت قال فرانشيسكو بابا الفاتيكان أمام جموع أحيت عيد الفصح بساحة القديس بطرس "أود إبداء تعاطفي مع الطائفة المسيحية التي تعرضت لهجوم أثناء تجمعها للصلاة، وكل ضحايا مثل هذا العنف".
من جانب آخر، قالت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا في بيان "يتعين علينا جميعا أن تكون لدينا الإرادة والحلول لإنهاء مثل هذا العنف".