لوبوان: السيسي المشير الذي يحلم أن يصبح فرعونا

تناول تقرير نشرته مجلة لوبان الفرنسية الاستفتاء الذي تشهده مصر لتعديل الدستور، مما يفتح المجال أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ليحكم البلاد إلى 2030، بحيث ينتقل النظام المستبد إلى السلطة المطلقة.

وتقول الكاتبة آريان لافريو في تقريرها، إنه بغض النظر عن تمديد المدة الرئاسية للسيسي، فإن المعارضين يستنكرون تعزيز نفوذ المؤسسات التي يرتكز عليها النظام، خاصة وأنه أصبح بإمكان السيسي -الذي سبق له ترؤس جهاز المخابرات العسكرية- تعيين القضاة والنائب العام.

وتشير إلى أن 22 نائبا عارضوا علنا تحت قبة البرلمان تعديل الدستور الذي تمّ تبنيه بعد الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

غير أن الكاتبة تنقل على لسان الباحثة الفرنسية والصحفية المختصة في الشأن المصري كلار تالون قولها إنه "مع دخول هذه المرحلة الجديدة، ينتقل النظام المصري من طابعه الاستبدادي الذي يذكرنا بالعصور الوسطى، إلى نظام شمولي عبر بسط سلطة واحدة ومطلقة على المؤسسات والمجتمع المدني".

قلق
وتقول الكاتبة إنه في حين نجحت الحركات الاحتجاجية في إسقاط الطاغيتين في كل من السودان والجزائر، فإن هذا الاستفتاء في مصر سيعطي قيمة لنظام السيسي.

وتنسب الكاتبة إلى الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي كليمون ستيويه القول إن النظام المصري لن يهتم كثيرا بنسبة المشاركة، بل سيركز بشكل أكبر على تجنّب نشوب اضطرابات إلى حين إعلان نتائج الاستفتاء.

ويشير التقرير إلى أن الثورات الأخيرة تثير قلق السلطات المصرية، حيث تم منع الصحف المصرية من الحديث عن المظاهرات العارمة التي قلبت نظام البشير في السودان، الجار الجنوبي لمصر.

وتقول الكاتبة إن الجيش يعمل على إبراز نفسه حاميا للأمن العام، وأنه لذلك يستعد لتحريك قواته وعرباته المصفحة لحماية مكاتب الاقتراع جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة.

وللخروج من هذا الجو المشحون، ستتكفل الأحزاب المؤيدة للنظام بلعب دورها، على غرار حزب "مستقبل الأمة"، من خلال التجوّل في الشوارع على متن شاحنات صغيرة مجهزة بلافتات وتسجيلات لأغان وطنية.