المجلس الرئاسي.. سر الخلاف المكتوم بين العسكر والمعارضة بالسودان

أحمد فضل-الخرطوم

انقضى يومان ولم يرد المجلس العسكري على ورقة لقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن آليات ترتيب الانتقال للسلطة الانتقالية المدنية، ورغم ما يبديه العسكر من زهد في السلطة فإن أطرافا في المعارضة ترى أنهم متمسكون بالمجلس الرئاسي.

وحددت رؤية قوى المعارضة المتبنية للاعتصام هياكل لسلطة انتقالية مدتها أربع سنوات تتكون من مجلس رئاسي مدني يضم عسكريين ومجلس وزراء من 17 وزارة ومجلسا تشريعيا من 120 عضوا، 40% من أعضائه نساء.

لكن المجلس العسكري -ووفقا لمعلومات متطابقة حصلت عليها الجزيرة نت- يريد الاستحواذ على المجلس الرئاسي بالكامل، ويريد أن تكون مدته عامين فقط.

ولا تخلو لهجة تجمع المهنيين السودانيين -العنصر الرئيسي في إعلان الحرية والتغيير- من حدة تجاه المجلس العسكري، معتبرا أن قادته يدينون بالولاء للنظام السابق.

فزاعة الشارع
ويقول حسام الأمين عضو اللجنة المركزية للأطباء المنضوية تحت تجمع المهنيين إن المجلس العسكري أكد لدى لقائه قوى الحرية والتغيير الأحد الماضي وأثناء تسلمه رؤيتها لانتقال السلطة يوم الأربعاء استجابته لكل المطالب.

لكن الأمين يؤكد للجزيرة نت أن تأخر المجلس حتى الآن عن الرد يعزز شكوكهم في أنه متمسك بالمجلس الرئاسي مع منح بقية الهياكل للمدنيين.

واعتبر الشارع أكبر ضمانة لإنفاذ جميع مطالب انتقال السلطة، خاصة بعد نجاح تجمع المهنيين في جمع حشد مليوني مساء أمس الخميس أمام القيادة العامة.

ويظل الرهان على استمرار الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش هو الحاسم في معركة الصبر بين المعارضة والعسكر.

مناورة محسوبة
ويقول محمد سيد أحمد سر الختم عضو تحالف نداء السودان -وهو أحد مكونات إعلان الحرية والتغيير- إن المجلس العسكري "يناور حول مجلس السيادة، لكن قوى المعارضة ستصر على سلطة مدنية".

وسابقا، اقترح المجلس العسكري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان شخصية مستقلة لمنصب رئيس مجلس وزراء، لكنه صمت عن المجلس الرئاسي، في حين يقترح معتصمون أن ينقل المجلس سلطاته إلى حكومة مدنية انتقالية ليتحول إلى مجلس للدفاع والأمن.

ويؤكد سر الختم -الذي كان بين المعتصمين- في حديثه للجزيرة نت أن المعارضة ستستمر في الضغط على المجلس العسكري إلى حين انتقال كامل للسلطة إلى المدنيين، قائلا إن مليونية يوم أمس الخميس أبلغ دليل على أن الشارع قادر على تحقيق كامل مطالبه.

وحذر من مغبة سياسة "تشتيت الكرة" وشراء الوقت التي قال إن المجلس العسكري ينتهجها بجلوسه مع أحزاب الحوار التي شاركت "النظام البائد" الحكم.

مقصلة العسكر
ومن ضمن ممثلي إعلان الحرية والتغيير العشرة الذين التقوا المجلس العسكري الأحد الفائت كان عضو التجمع الاتحادي المعارض الطيب العباسي الذي يؤكد أن ثمة "خلافا مكتوما" بشأن المجلس الرئاسي الذي "يرغب فيه العسكر ليكون مقصلة فوق رأس السلطة التنفيذية".

ويشير إلى أن الثورة لن تبلغ مبتغاها إلا باطمئنان جميع الأطراف على أن المدنيين سيكونون طاغين على المجلس السيادي مع تمثيل للعسكريين يضمن التناغم اللازم لإدارة البلاد.

موضوع آخر يشغل بال الثوار السودانيين هو خشيتهم من أن تصبح ثورتهم رهينة ما تقرره تجاذبات المحاور والتحالفات الإقليمية والدولية، وداخل ميدان الاعتصام مساء الخميس كان ثمة شباب يحملون لافتات ترفض تدخل السعودية والإمارات خشية سرقة ثورة أنبتتها دماء العشرات من السودانيين خلال 114 يوما.

المصدر : الجزيرة