جون أفريك: ما الذي شجع حفتر على مهاجمة طرابلس؟

Libyan National Army (LNA) members, commanded by Khalifa Haftar, head out of Benghazi to reinforce the troops advancing to Tripoli, in Benghazi, Libya April 7, 2019. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori
وفق المجلة.. لا يعد مفاجئا تقدم حفتر نحو العاصمة فقد تعهّد بذلك في مناسبات عديدة (رويترز)

قالت مجلة جون أفريك الفرنسية إن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر لم يفكر بجدية قط في التفاوض مع حكومة طرابلس، وقرر اقتحام العاصمة أخيرا بتشجيع ودعم من السعودية والإمارات ومصر وفرنسا وروسيا.

ولفت الكاتب جهاد جيلون -في تقريره الذي نشرته المجلة الفرنسية- الانتباه إلى أن تقدم حفتر نحو العاصمة لا يعد مفاجئا، فقد تعهّد بذلك في مناسبات عديدة. ووفقا للمستشار والمسؤول عن أولى الاتصالات التي دارت بين حفتر والسلطات الفرنسية ميشال سكاربونشي، فإن حفتر خطط بالفعل في ديسمبر/كانون الأول 2017 للتقدم نحو طرابلس، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان -الذي أرسله إيمانويل ماكرون بعد ذلك- نجح في إقناع حفتر بأن تسلم السلطة عن طريق صندوق الاقتراع أفضل من استخدام قوة السلاح.

ومنذ ذلك الحين، أقام كل من لودريان وحفتر علاقة شبه ودية مما أثار تساؤلات حول مدى تورط فرنسا في الهجوم على طرابلس، خاصة وأن الرجلين التقيا في 19 مارس/آذار الماضي بقاعدة الرجمة بليبيا. وبالتالي، يجدر التساؤل حول الحوار الذي دار بينهما، وهل حصل حفتر على موافقة باريس رغم أن الدبلوماسية الفرنسية تنفي ذلك؟

جهاد جيلون:
فرنسا منحت موافقتها على الهجوم حين ساعدت حفتر على تطهير الجماعات المتمردة في انجامينا في أوائل فبراير/شباط الماضي

فرنسا وافقت
وأضاف الكاتب نقلا عن سكاربونشي أن فرنسا منحت موافقتها على الهجوم حين ساعدت حفتر على "تطهير" الجماعات المتمردة أوائل فبراير/شباط الماضي، وقد أدركت باريس أن السيطرة على منطقة فزان كانت بمثابة الخطوة الأولى في إطار حملة أوسع. وفي الواقع، ساهم القصف الفرنسي على المتمردين في تشاد في تسهيل تقدم حفتر بجنوب ليبيا وأخيرا إلى طرابلس.

وعن الدعم الإماراتي لحفتر وتشجيعه، أورد الكاتب أنها دعت أواخر فبراير/شباط الماضي حفتر والرئيس التنفيذي للمؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله الذي رفض استئناف المؤسسة نشاطها عندما احتلت قوات حفتر حقل شرارة الإستراتيجي للنفط في فزان، وذلك لتسوية النزاع بينهما، وحضر المبعوث الأممي ليبيا غسان سلامة ورئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس فايز السراج هذا الاجتماع الذي تحول إلى اجتماع قمة.

وقال الكاتب إن الوضع في هذا الاجتماع كان مثاليا بالنسبة لحفتر الذي يتفاوض تحت رعاية داعمه الإماراتي محمد بن زايد، وقد دار النقاش حول إصلاح المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني.

تدخل إماراتي
وتنص خطة أبو ظبي على توزيع جميع الوزارات على أتباع حفتر. واستنتج طرف مقرب من أوساط الفصائل أن السراج أُجبر في الإمارات على الخضوع، وبسرعة هائلة، راج خبر حول موعد الإعلان عن المشروع الحكومي، وهو يوم 26 مارس/آذار.

لكن، وفي غضون شهر واحد، فشل المشروع برمته. فقد رغب حفتر في رفع سقف مطامعه المتعلقة بالمساومة الوزارية، الأمر الذي أدى إلى تقديم زعماء المناطق الغربية، بما في ذلك مصراتة، شروطا أقوى. وهكذا، تأزمت الأوضاع من جديد، كما لم يلُح أي إعلان يتعلق بموعد 26 مارس/آذار في الأفق. وفي اليوم التالي، استُقبل حفتر في السعودية كرئيس دولة.

فهل حصل حفتر على الضوء الأخضر من أجل التقدم نحو طرابلس؟ في هذا السياق، نسب الكاتب لمحلل سياسي قوله إنه يمكن القول إنه تلقى التشجيع للقيام بذلك، ولم يبد أي اهتمام بالتفاوض مع حكومة طرابلس.

المصدر : جون آفريك