منعا للثورة المضادة.. ملايين الجزائريين يتحدون الجيش وبقايا النظام

Police officers prevent demonstrators from marching during a protest against the appointment of interim president, Abdelkader Bensalah and demanding radical changes to the political system, in Algiers, Algeria April 10, 2019. REUTERS/Ramzi Boudina
ملايين الجزائريين يواصلون مظاهراتهم خشية الثورة المضادة (رويترز)

تناولت الكاتبة رشيدة العزوزي -في مقال نشره موقع ميديابارت الفرنسي- الشأن الجزائري، وتساءلت عما إذا ما كان الجزائريون يقبلون بما يتم تقديمه لهم من المقربين من النظام السابق.

وتضيف أن المقربين السابقين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة واللواء قايد صالح يقدمون للشعب حججا تنطوي على تهديد مبطن، غير أن الملايين لا يزالون في الشارع مطالبين بالتغيير الكامل للنظام ورافضين لخطة الانتقال التي ينظمها عناصر من نفس النظام.

وتنسب الكاتبة إلى أخصائي القانون العام مولود بومغار قوله في مقابلة مع الموقع "ما يحصل في الحقيقة ثورة من داخل القصر، لا يوجد انتقال حقيقي للسلطة، لأن النظام لم يتغير أصلا، فعندما يتولى الجيش تسيير الفترة الانتقالية فهذا يعني انتخاب رئيس جديد يكون نسخة من النظام السابق".

وتثبت أحداث هذه الأيام صحة ما قاله بومغار -كما توضح الكاتبة- وأن هذه الأحداث قوضت أحلام الواهمين في صدق نية الجيش الذين ما فتئوا يكررون شعار "الشعب والجيش إخوة، الشعب والجيش خاوة خاوة".

‪لا تخاف الأمهات من إحضار أطفالهن للمسيرات‬  (الجزيرة)
‪لا تخاف الأمهات من إحضار أطفالهن للمسيرات‬  (الجزيرة)

خشية وقمع
وتقول الكاتبة إن الثورة المضادة تجري بالفعل على قدم وساق، إذ يحاول النظام "أن يغير كل شيء حتى لا يتغير شيء" فقد قام قايد صالح -الذي أطاح ببوتفليقة- باستغلال المادة 102 من الدستور من أجل فرض انتقال للسلطة بعيد كل البعد عن المطامح الديمقراطية للشعب.

ونبهت إلى أن قايد صالح -الذي ظهر محابيا للشعب في البداية بإعلانه أن الجيش يعمل لتحقيق إرادة المتظاهرين- قد كشف الآن عن وجهه الحقيقي، ولجأ لأسلوب الأنظمة القمعية المعروف، وهو اتهام جهات أجنبية بالتدخل من أجل زعزعة استقرار البلاد.

وتضيف أن قايد صالح اتهم بدون أن يسمها السلطات الفرنسية وبعض الشخصيات الجزائرية -التي تفاعلت مع الصحافة الفرنسية مثل المحامي المناضل من أجل حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي- بالعمل من أجل فرض أجندتهم الخاصة.

وقال قايد صالح -في خطاب تهديدي اليوم التالي لتعيين عبد القادر بن صالح المثير للجدل رئيسا بالنيابة- إنهم لاحظوا دون أن يقدم دليلا على ذلك وجود جهات أجنبية تحاول فرض أشخاص لإدارة الفترة الانتقالية من أجل زعزعة البلاد، كما أن هناك مندسين يعملون لهذا الغرض، مشيرا إلى أن بعض مطالب المحتجين "غير قابلة للتحقيق".

تواصل الاحتجاجات
وترى الكاتبة أن هذا الخطاب يجيء تمهيدا لفترة جديدة من القمع، مستشهدة على ذلك بقمع الشرطة يوم التاسع أبريل/نيسان لمظاهرة طلابية بالجزائر العاصمة، وبعد ذلك قمع مظاهرة لنقابيين، إضافة إلى إغلاق مداخل العاصمة من كل ناحية مما أدى إلى زحام مروري امتد عشرات الكيلومترات.

وتتواصل الاحتجاجات -تقول الكاتبة- في ثاني جمعة بعد بوتفليقة وأول جمعة في عهد بن صالح المعروف بولائه لبوتفليقة والذي كان يدعو لعهدة خامسة مما جعله منبوذا من جانب المحتجين، وقد استنتجت الكاتبة من ذلك أن تعيينه يعني أن "الطغمة الحاكمة" لا تكترث بمطالب الشعب.

وتشير الكاتبة إلى أن مظاهرات ضخمة جرت الجمعة في جميع المدن لرفض ما يحاول الجيش فرضه من تنظيم بقايا النظام لفترة ما بعد بوتفليقة، حيث يجد قايد صالح رئيس الأركان والرجل القوي الجديد نفسه في طريق مسدود.

المصدر : ميديابارت