مقال في غارديان: آن للسودان إعادة اكتشاف هويته المفقودة

Sudanese demonstrators ride atop a military tanker and wave their national flags as they protest against the army's announcement that President Omar al-Bashir would be replaced by a military-led transitional council, near Defence Ministry in Khartoum, Sudan April 12, 2019. REUTERS/Stringer
الكاتبة: الشعب السوداني تمكن من طرد آخر طاغية أمضى فترة طويلة بالحكم (رويترز)

تقول الكاتبة نسرين مالك -في مقال بصحيفة ذي غارديان البريطانية- إنها شاهدت وحشية نظام الرئيس المعزول عمر البشير وإن السودان الآن بإمكانه إعادة اكتشاف هويته المفقودة.

وتضيف أنها سبق أنت تعرضت قبل عشرين عاما للغاز المسيل للدموع وهي على مقعد الدراسة بجامعة الخرطوم، مشيرة إلى أن الشعب السوداني تمكن من طرد آخر طاغية أمضى في الحكم فترة طويلة.

وقبل عقدين من الزمان -تحكي الكاتبة- اضطرت للاختباء وثلاث صديقات أخريات في حمامات الجامعة، وأنهن غطين أنوفهن بشالاتهن لمحاولة تجنب استنشاق الرائحة النتنة ورائحة قنابل الغاز الذي تعرضن له بالجامعة وكان يتدفق عبر الأبواب.

وتوضح أن تلك الهجمة الشرسة كان سببها أن انتخابات اتحاد الطلاب في جامعة الخرطوم لم تنته بالطريقة التي أحبتها الحكومة، وسرعان ما اقتحمت قوات الأمن المسلحة بالهراوات وقنابل الغاز الحرم الجامعي.

‪البشير أقام دولة بوليسية وكان يرد بالقوة الغاشمة وتكتيكات الأرض المحروقة على أي معارضة‬ (رويترز)
‪البشير أقام دولة بوليسية وكان يرد بالقوة الغاشمة وتكتيكات الأرض المحروقة على أي معارضة‬ (رويترز)

قمع واستبداد
وتمضي فتقول إن شاحنات "البيك آب" الأمنية كانت تتجول في الحرم الجامعي لتلقي القبض على الطلاب بشكل عشوائي وضربهم.

وقد غامر الطلبة نهاية المطاف بالخروج ومغادرة الحرم الجامعي وهم في حالة من الاختناق والبكاء والسعال -كما توضح الكاتبة- وكان ضباط الأمن قد وقفوا في الشارع حيث كانوا ينهالون على الطلاب ضربا بشكل عشوائي بالعصي والهراوات وكانوا يعرضونهم للإهانة، وقد تساءل ضابط أمني ساخرا "أين هم الأبطال؟".

وتعود الكاتبة إلى الوقت الحاضر، فتشير إلى الإطاحة بالبشير الخميس الماضي وتقول إن السودان لم يشهد السلام في أي من السنوات الثلاثين التي قضاها في الحكم.

وتضيف أن البشير -وهو ضابط عسكري- تولى زمام الأمور عام 1989، وأنه كان يرد بالقوة الغاشمة وبتكتيكات الأرض المحروقة على أي معارضة.

دولة بوليسية
ويشير المقال إلى أن نظام البشير قام بحل مؤسسات المجتمع المدني بالمدن الكبرى وأنه أقام دولة بوليسية، وأن قواته أشعلت النزاعات العرقية في دارفور وغيرها من المناطق عبر الحروب التي أودت بحياة عدد لا يحصى من البشر.

وتمضي الكاتبة بالحديث عن ما كان يتعرض له السودانيون من الاعتقال والتعذيب والقتل، وعن الأزمات الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان.

كما تصف الحال التي سارت عليها المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة، وعن انشقاق الجنود وأجواء التعاطف والمودة بين المحتجين.

وتختم بأنه لا يزال يتعين التخطيط لمستقبل السودان، وأن المشاركين بهذه الانتفاضة أجابوا عن سؤال سبق أن طرحه ضابط الأمن قبل عشرين عاما، وهو الجواب المتمثل في "ها هم الأبطال".

المصدر : غارديان