متسادا وكيتر ويماز.. وحدات مهمتها التنكيل بالأسرى الفلسطينيين

عوض الرجوب-الخليل

متسادا.. كيتر.. يماز.. يمار.. أسماء مختلفة لوحدات عسكرية مهمتها التنكيل بالأسرى الفلسطينيين العزل داخل السجون الإسرائيلية. فلا محرمات ولا خطوط حمراء أمام تلك القوات عند اقتحامها غرف المعتقلين المجردين سوى من أمتعتهم الشخصية وأحيانا بدونها.

يوم 24 مارس/آذار الماضي كان مأساويا بمعنى الكلمة على سجن النقب الصحراوي، فهناك كان قرابة 120 أسيرا أعزل يواجهون نحو ثلاثمئة من عناصر الوحدات المقتحمة لقسمي 3 و4، يومها أصابت نحو تسعين من الأسرى بعضهم ما زال رهن العلاج.

الأسير المحرر محمد السلايمة أفرج عنه وذهب إلى المستشفى الأهلي بالخليل بعد أيام من هجوم الوحدات الإسرائيلية، وبينما تماثل جزئيا للشفاء يروي للجزيرة نت بعض مشاهد من وحشية الاحتلال في ذلك اليوم الأسود حسب وصفه.

"فجأة سُمعت صافرة الإنذار وخلال دقائق فُتح باب القسم 4 وانهال مئات الجنود على الأسرى عشوائيا برصاص بمبكشن، ومن مسافة صفر". ويشبه رصاص هذا السلاح -حسب السلايمة- رصاص الخرطوش فيترك ألما ويسبب تشنجا موضعيا لا يقوى المصاب بعده على الحركة.

الأسير المحرر محمد السلايمة يروي للجزيرة نت مشاهد من التنكيل بالأسرى في سجن النقب (الجزيرة نت)
الأسير المحرر محمد السلايمة يروي للجزيرة نت مشاهد من التنكيل بالأسرى في سجن النقب (الجزيرة نت)

كهرباء وكلاب
أصيب أغلب أسرى القسم إصابات متوسطة وخطيرة بالرصاص وبالعصي العادية والكهربائية والكفوف المغلفة بالمعدن، وهوجموا من أكثر من 15 كلبا بوليسيا، أما السلايمة فكان نصيبه ضربات شديدة على الرأس.

يقول "ضربوني بالعصي على رأسي ووجهي حتى فقدت الوعي، أيقظوني بالعصي الكهربائية، وما أن أفقت حتى عاودوا ضربي ثانية مما أدى إلى نزف من الجبهة استمر ثماني ساعات مما أدى لانتفاخ واسوداد العينين وآلام شديدة ما زلت أعاني منها إلى اليوم دون تقديم أي علاج داخل السجن".

ويؤكد أن ما جرى معه لا يكاد يذكر مع ما حدث لأسرى آخرين معزولين قد انقطعت أخبارهم، ويتحفظ على ذكر أسمائهم حفاظا على مشاعر ذويهم.

ويضيف "أحدهم أمسك به الجنود من رأسه وأخذوا يضربونه في الجدار مرة تلو الأخرى حتى سقطت أسنانه، وآخر أطلقوا عليه الكلاب البوليسية وانهالوا عليه ضربا مع كيل الشتائم".

في إحصائية لزملائه يقول الأسير المحرر بعد عامين من الاعتقال: كانت حصيلة الهجوم الوحشي 340 طلقة بمبكشن أصابت أربعين أسيرا، موضحا أن من بين الإصابات سبع حالات كسور في اليدين، وثلاث إصابات بالجمجمة وخمس إصابات بتساقط الأسنان، وكدمات بالعصي ونهش الكلاب وغيرها.

ويوضح السلايمة أن الاحتلال زعم تعرض أحد جنوده للطعن، ورغم اعتقال المتهم، طالت العقوبة عشرات الأسرى الذين يستمر حرمان أغلبهم من احتياجاتهم الأساسية.

ويشير الأسير المحرر إلى أن ما يجري هدفه الأساسي كسر خطوات الأسرى الرافضة لتركيب أجهزة تشويش في السجون.

‪‬ أهالي الأسرى يشاركونهم الإضراب عن الطعام(الجزيرة نت)
‪‬ أهالي الأسرى يشاركونهم الإضراب عن الطعام(الجزيرة نت)

إضراب مصيري
وشرعت قيادات أسرى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والتحرير الوطني (فتح) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمس في إضراب مفتوح عن الطعام رفضا للأجهزة المذكورة والمسببة للسرطان -وفق تأكيدهم- وذلك بعد فشل مفاوضات مع سلطات الاحتلال حول مطالب الأسرى.

ويصف السلايمة الإضراب هذه المرة بأنه مصيري، ويؤكد أن ما يعطيه قوة هو الحالة المتردية التي وصلت لها أحوال الأسرى، فكان أن اتخذت قيادات الفصائل على عاتقها الخطوة الأولى على أن يتبعهم أسرى آخرون لاحقا.

ويقبع في السجون قرابة 5600 أسير يمنعون من الاتصال بذويهم وترفض سلطات الاحتلال توفير هواتف عامة لهم مما يضطرهم لتهريب هواتف، وهي ذريعة ساقتها تل أبيب لتركيب أربعين جهاز تشويش بأحد أقسام سجن النقب وتركت أثرا على الأسرى بينها التعب والإرهاق والدوخة.

المصدر : الجزيرة