جون أفريك: تحالف حفتر مع السلفيين المداخلة يعود عليه بالضرر

Libya's eastern-based commander Khalifa Haftar salutes as he participates in General Security conference, in Benghazi, Libya, October 14, 2017. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori
حفتر عسكري وفق أحد الباحثين لا يملك سوى إستراتيجية استعمال القوة (رويترز)

تناولت الكاتبة أريانا بوليتي -في مقال بمجلة جون أفريك الفرنسية- تحليلا لآخر تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا، خاصة بشأن الفرق بين الوضع على أرض الواقع والدعاية التي يروج لها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وسط الشكوك التي يثيرها تحالفه مع السلفيين المداخلة.

وتنسب إلى بشير الزواوي الباحث والمتخصص في الشأن الليبي (مقيم في بريطانيا) تحليله للأوضاع وإستراتيجية حفتر في هذا السياق.

ويقول الزواوي إنه يجب فهم أن حفتر عسكري وأنه لا يملك سوى إستراتيجية واحدة تتمثل في استعمال القوة، مضيفا أن القوات الموالية لرئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج التي صدت هجوم قوات حفتر حافظت على مواقعها في جنوب العاصمة.

ويجب فهم أن حفتر يقدم نفسه على أنه "محرر غرب البلاد" -كما يقول الزواوي- غير أنه لا يحظى بالدعم أو إجماع السكان في العديد من المدن والمناطق، مضيفا أن ما يحدث في الزنتان مثلا يعكس بوضوح أن المدينة منقسمة.

مواجهات مستمرة جنوب طرابلس وغربها (الجزيرة)
مواجهات مستمرة جنوب طرابلس وغربها (الجزيرة)

حفتر والدعم
وتنسب الكاتبة للزواوي القول إن حفتر لا يلقى الدعم سوى من جزء صغير من هذه المدن، وإن العديد من الجماعات المسلحة توشك على تغيير المعسكر الذي تدعمه مضيفا أن اللواء المتقاعد وعد "بتحرير" طرابلس بطريقة سلمية، غير أنه يخوض حربا عليها.

أما بشأن الجهات الداعمة فقد بيّن الزواوي أن فهم مُكونات القوات الموالية لحفتر يعتبر أمرا أساسيا، مضيفا أنه يمكن أن يكون اسم "الجيش الوطني الليبي" مضللا، إذ إنه ليس قوة وطنية شاملة، بل يتكون من مجموعة من المليشيات، ومن المؤكد أن أخطرها المدخلية، وهذه المنظمة السلفية توشك على رص صفوفها وأنها تحظى بدعم من حفتر الذي يوفر لها الموارد والوسائل والأسلحة، وأن هذا يعد أمرا خطيرا للغاية لأن أعضاءها يسترشدون بأيديولوجية لن يترددوا في فرضها.

وفيما يتعلق ببعض المليشيات على غرار قوة الردع -وهي مليشيا ذات أيديولوجية سلفية نافذة جدا بطرابلس- التي يبدو أنها متعاطفة مع قوات حفتر، أكد الزواوي أنها في الوقت الحالي لا تملك أي مصلحة في التدخل دعما لحفتر.

‪الحكومة تشن هجوما معاكسا على قوات حفتر التي هاجمت العاصمة‬ (الأناضول)
‪الحكومة تشن هجوما معاكسا على قوات حفتر التي هاجمت العاصمة‬ (الأناضول)

.. والإمارات
وتقول الكاتبة إن الدعم الذي تقدمه الإمارات لقوات حفتر يزداد وضوحا، مضيفة أن أبو ظبي تقدم له الدعم اللوجستي والمالي وذلك وفقا للتقرير الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عام 2017، الذي يحدد مصدر العديد من الوسائل العسكرية.

وردا على سؤال عما إذا كان الأمل قائما بشأن وساطة وما إذا كان المؤتمر الوطني -الذي من المقرر أن ينعقد منتصف أبريل/نيسان الجاري- لا يزال يشكل أهمية، يوضح الزواوي أنه حى اللحظة يعتبر انعقاد مؤتمر وطني أمرا غير واقعي مضيفا أن الوعد الذي قدمه المبعوث الأممي الخاص غسان سلامة يفتقر للمصداقية، وأن الوساطة لن تكون ممكنة إلا في حال قبلت قوات حفتر بالتراجع.

المصدر : الجزيرة + جون آفريك