تحالف الجنرالات.. سفاحون في المشهد السياسي بإسرائيل

Benny Gantz, head of Resilience party and Yair Lapid, head of Yesh Atid, Moshe Yaalon and Gaby Ashkenazy react at the end of a news conference to announce the formation of their joint party, following an alliance between their parties, in Tel Aviv, Israel February 21, 2019. REUTERS/Amir Cohen
قادة تحالف "كاحول-لافان" عزفوا على وتر التطرف ولم يلتزموا بحل الدولتين (رويترز)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

غاب مصطلح حل الدولتين عن البرنامج السياسي لتحالف حزب الجنرالات "كاحول-لافان" الذي ينافس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تشكيل الحكومة المقبلة.

وبدا الحزب مراوغا في ترويجه للانفصال عن الفلسطينيين دون الإفصاح عن حقيقة وجوهر هذا الانفصال الذي يستبعد إخلاء المستوطنات أو تنفيذ "فك ارتباط" على غرار ما حصل في قطاع غزة عام 2005.

ووفقا لمحللين وباحثين، فإن "كاحول-لافان" تعمّد الإبقاء على الضبابية وعدم الوضوح في كل ما يتعلق بالحل أو أي تسوية سياسية مستقبلية مع الفلسطينيين، للإبقاء على شعبيته في أوساط الرأي العام الإسرائيلي وعدم خسارة هذا الدعم الشعبوي.

ولا يستبعد هؤلاء إمكانية أن يتناغم رئيس الحزب بيني غانتس مع "صفقة القرن" في حال تشكيله الحكومة، خاصة أنه دعا إلى عقد مؤتمر إقليمي للسلام في الشرق الأوسط.

ويحمل "كاحول-لافان" توجهات يمينية لا تختلف في جوهرها عن فكر وطرح حزب الليكود، خاصة بالملف الفلسطيني، كما يلتقي مع الليكود في القضايا الأمنية والعسكرية، بل بدا أكثر صرامة لجذب عدد أكبر من مصوتي اليمين في المجتمع الإسرائيلي.

وثمة من يعتقد أن الأوساط السياسية الإسرائيلية ترقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاصيل "صفقة القرن" بعد انتخابات الكنيست التي ستجرى يوم 9 أبريل/نيسان المقبل.

التفوق العسكري
ورغم الضبابية في الملف الفلسطيني، فإن قيادة حزب الجنرالات تتفق على أن الأمن القومي الإسرائيلي خط أحمر وفي سلم أولوياتها، إذ تتعهد بالإبقاء على التفوق العسكري والأمني الإسرائيلي في المنطقة، مع تعزيز مكانتها كدولة للشعب اليهودي، واعتبار القدس عاصمة موحدة وعاصمة للشعب اليهودي إلى الأبد.

كما يلتزم الحزب بالسيطرة الأمنية والعسكرية على الضفة الغربية، والإبقاء على الكتل الاستيطانية، وعدم الانسحاب من الجولان السوري المحتل وغور الأردن.

ويرأس الحزب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس، وتضم قيادته وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، ورئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي.

ولا يختلف في طرحه السياسي ورؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي عن سائر الأحزاب اليهودية، باستثناء حزب "ميرتس" الذي يمثل معسكر اليسار الصهيوني ويدعو إلى حل الدولتين.

وفي غضون أسابيع قليلة، نجح "كاحول-لافان" في الحصول على حاضنة شعبية بين اليهود بتأكيده أن إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، والتلويح بالقوة العسكرية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تعترض أمنها.

ويضم "كاحول-لافان" في صفوفه حزب "يش عتيد" الذي يرأسه يائير لابيد ويمثل التيار الصهيوني العلماني في إسرائيل.

ويركز البرنامج السياسي للحزب على مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، ومواصلة قطار التطبيع مع الأنظمة العربية والتحالف معها لمواجهة إيران، رافضا الخوض مباشرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والاكتفاء بالإعلان عن الاستعداد للانفصال عن الفلسطينيين، والدعوة إلى مؤتمر سلام إقليمي.

سجل دموي
يشار إلى أن الجنرال غانتس قاد العدوان على غزة عامي 2012 و2014، وأشرف على اغتيال قائد الجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري.

ولا يتردد جنرالات الحزب في التفاخر بمسيرتهم العسكرية والأمنية من أجل استقطاب الناخب الإسرائيلي. ويؤكد غانتس أن مسيرته العسكرية ومسيرة شركائه تؤهلهم إلى قيادة إسرائيل نحو بر الأمان.

وشدد على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تحديات وتهديدات لسيادة إسرائيل، سواء من إيران أو حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

ولعل عراب "أرض إسرائيل الكبرى" وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون يشكل حجر الأساس في الرؤية الأمنية والعسكرية لتحالف حزب الجنرالات، إذ يبقى على مواقفه بمعارضة إقامة دولة فلسطينية، ويدعو في أحسن الأحوال إلى منح السلطة الفلسطينية نوعا من الاستقلال الذاتي لإدارة الشؤون المدنية والخدماتية.

وكان يعالون استقال من الحكومة بسبب ملفات الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء نتنياهو، ويؤكد أنه أطلق تحالف الجنرالات من أجل مكافحة الفساد والحفاظ على سلطات مؤسسات الدولة القانونية والقضائية وإعادتها إلى المسار الصحيح.

المصدر : الجزيرة