حملة ضد ماليزيا في بورصة برلين السياحية.. من وراءها؟

ماليزيا تروج في بورصة برلين لمقاصدها السياحية المتنوعة .
ماليزيا روجت في بورصة برلين لمقاصدها السياحية المتنوعة (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

لم يثر اختيار بورصة برلين العالمية للسياحة لدولة كضيف شرف موجة من الهجوم والانتقادات، مثلما حدث باستضافة البورصة لماليزيا في دورتها الـ53 التي بدأت أمس الأربعاء بمشاركة 10 آلاف شركة سياحة ووكالة سفر من أكثر من 180 دولة.

واستبقت منظمة يهودية ألمانية وقيادي بحزب الخضر المعارض انطلاق المعرض بالهجوم على دعوة ماليزيا كضيف شرف، وطالب فولكر بيك القيادي بحزب الخضر، رئيس الحكومة المحلية لولاية العاصمة الألمانية برلين ميشائيل مولر باتخاذ موقف مندد باختيار ماليزيا ضيف شرف للبورصة هذا العام.

واعتبر بيك المعروف بمواقفه المؤيدة للسياسة الإسرائيلية -في مقال بصحيفة يونغه ورلد اليسارية- أن ماليزيا عدو صريح لإسرائيل، ورئيس حكومتها مهاتير محمد معاد للسامية.

رافضة لإسرائيل
وذكر بيك أن دعوة هذه الدولة -الواقعة بجنوب شرقي آسيا- كضيفة شرف بمعرض السياحة الدولي، يمثل مكافأة لحكومتها على رفضها الاعتراف بإسرائيل ومقاطعتها، معتبرا أن بورصة برلين تحول نفسها بهذ الاختيار إلى بوق لنظام معاد للسامية وللشواذ جنسيا.

‪مشاركة إسرائيل ببورصة برلين السياحية تثير سنويا احتجاجات ينظمها ناشطون عرب وألمان‬ (الجزيرة)
‪مشاركة إسرائيل ببورصة برلين السياحية تثير سنويا احتجاجات ينظمها ناشطون عرب وألمان‬ (الجزيرة)

ومن جانب آخر، قال سيغموند كونغسبيرغ مفوض العداء للسامية بالجالية اليهودية في برلين إنه لا يتصور اختيار المعرض السياحي الدولي لضيافة شرفه دولة تنشر العداء الصارخ للسامية وتمارس التمييز ضد الشواذ جنسيا.

وذكر القيادي اليهودي بسحب اللجنة الأولمبية الدولية من ماليزيا تنظيم بطولة السباحة البارا-أوليمبية التي كان مقررا إقامتها الصيف القادم بمشاركة 600 رياضي من 70 دولة، بسبب رفضها دخول رياضيين إسرائيليين أراضيها.

وتمثل بورصة برلين السياحية أكبر تجمع سنوي لشركات السياحة ووكالات السفر في العالم، وأهم مؤشر لمعدلات الحجوزات والعروض السياحية. ويجري خلالها الاتفاق خلالها على صفقات سياحية بقيمة 10 مليارات يورو حسب الاتحاد الألماني لوكالات السفر وشركات السياحة.

وتحل ماليزيا هذا العام ضيف شرف من خلال جناح ضخم عنوانه "ألوان من ماليزيا" يعبر عن التعدد الثقافي والعرقي وتنوع المنتجات السياحية في هذا البلد.

ليست حدثا سياسيا
وفي كلمته بحفل الافتتاح الرسمي للبورصة، تجنب رئيس حكومة برلين المحلية ميشائيل مولر توجيه أي انتقادات أو ملاحظات لماليزيا. من جهتها ردت المتحدثة باسم مولر على المطالب الموجهة لحكومته قائلة إن البورصة ليست حدثا سياسيا أو فعالية للقضايا السياسية.

‪جناح ماليزيا عبر عن تعددها الثقافي والعرقي وتنوعها السياحي‬ (الجزيرة)
‪جناح ماليزيا عبر عن تعددها الثقافي والعرقي وتنوعها السياحي‬ (الجزيرة)

وذكرت المتحدثة في تصريحات صحفية أن قضايا السياسة الخارجية من مسؤولية الحكومة الألمانية وليس الحكومات المحلية، ورأت أن ما يسري في السياسة الخارجية من اعتبار الحوار والتبادل الثقافي طريقا للتأثير والتغيير يسري أيضا على بورصة برلين السياحية.

وفي السياق نفسه، وصفت بورصة برلين السياحية الانتقادات الموجهة لاختيارها لماليزيا ضيف شرفها هذا العام، بالمبالغ فيها، وأوضح المتحدث باسمها إيمانويل هوغر أن البورصة تعد بالمقام الأول تجمعا سياحيا وليست حدثا سياسيا.

وقال هوغر إن البورصة تتأسف لمواقف رئيس الحكومة الماليزية مهاتير محمد تجاه إسرائيل، لكنه انتخب بمنصبه عام 2018 واختيار بلاده لضيافة الشرف بالبورصة كان قبل أربعة سنوات، وأشار إلى أن اختيار ماليزيا أو دولة أخرى ضيف شرف يعتمد على الأهمية السياحية ومعايير أخرى من بينها تحمل الدولة المستضافة سداد مبالغ مالية كبيرة لتمثيل قطاعها السياحي في المعرض الدولي.

قواعد جديدة
وتزايدت حدة الجدل حول استضافة الدولة الآسيوية المسلمة، بعد امتناع وزير السياحة الماليزي داتوك محمدين بن كتابي خلال مؤتمر صحفي الإجابة على سؤال حول رفض بلاده دخول اليهود والشواذ جنسيا أراضيها.

وإثر تكرار الصحفي الألماني لسؤاله، قال بن كتابي إنه لا يعتقد بوجود شيء كالشذوذ الجنسي في بلاده، وأثار هذا التصريح للوزير الماليزي استياء بأوساط البورصة التي تخصص منذ 2010 قسما خاصا للرحلات العالمية للشواذ.

وقدم حزب الخضر المعارض إلى برلمان ولاية برلين مشروع قانون يلزم حكومة الولاية بالتنسيق مع البورصة قبل اختيار أي دولة ضيف شرف في المعرض السياحي، ودعا الخضر بمشروع القانون إلى عدم دعوة أي دولة تنتهك حقوق الإنسان كضيف شرف بالبورصة بدءا من 2021.

يشار إلى أن بورصة برلين السياحية المتوقع أن يزورها حتى نهاية يوم الأحد القادم نحو ربع مليون شخص قد اختارت سلطنة عمان ضيف شرف لدورتها للعام القادم.

المصدر : الجزيرة