واشنطن بوست: غوغل وآبل تتيحان للرجال مراقبة النساء في السعودية

A Saudi Interior Ministry employee stands in front of a screen displaying the Absher mobile app logo at the ministry in Riyadh on Feb. 19. (Fayez NureldineAFPGetty Images) copy.jpg
شاشة تعرض تطبيق أبشر في وزارة الداخلية بالرياض (الفرنسية-غيتي)

كتبت واشنطن بوست في افتتاحيتها أن السعودية تتيح للرجال تعقب النساء، وأن شركتين من أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية ما زالتا تساعدانها في ذلك. وأشارت إلى أن غوغل وآبل تعهدتا الشهر الماضي بالتحقيق في تطبيق على متجريهما الإلكترونيين يسمى "أبشر"، وهي خدمة حكومية إلكترونية.

ووصفت الصحيفة التطبيق بأنه محرك بحث قمعي ضد المرأة تابع للحكومة السعودية، وأنه بالإضافة إلى استخداماته الحميدة هو أداة لفرض نظام وصاية.

وقالت إن ذلك يشمل السماح للرجال بإدخال المكان والتوقيت الذي يُسمح فيه للنساء اللائي تحت رقابتهم بالسفر، حتى تتمكن الحكومة من تقديم تنبيهات لهم عندما يغادرن أو يدخلن البلد، ويشمل أيضا منحهم تفويضا للولوج إلى سجلات الرحلات الجوية.

وألمحت الصحيفة إلى أن غوغل، على ما يبدو، انتهت من تحقيقها، وبعد أن اطمأنت إلى أن تطبيق "أبشر" لا ينتهك شروط خدمتها قررت الشركة السماح ببقاء التطبيق في متجرها. أما آبل فلم تصل إلى قرار بعد، لكن التطبيق في الوقت نفسه لا يزال متاحا ولا تزال النسوة السعوديات تحت رقابة مستمرة.

حجة غوغل في التخلي عن التزامها بحقوق الإنسان ليست مقنعة لأن شروط الخدمة ليست مجموعة من الوصايا المنقوشة على الحجر غير القابلة للتغيير

وعلقت واشنطن بوست بأن معاملة السعودية للنساء تمثل مشكلة أكبر بكثير من "أبشر"، وأشارت في ذلك إلى ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز أمس أن امرأة أميركية مطلقة الآن من رجل سعودي عالقة في البلد لأن زوجها السابق عمل على إنهاء إقامتها ومن ثم لا يمكنها الحصول على تصريح بالمغادرة.

وأردفت الصحيفة أن إحدى طرق التخلص من نظام قمعي هو جعل فرض هذا النظام أكثر صعوبة. ولكن بدلا من ذلك تسمح غوغل وآبل بحدوث إساءة بمجرد النقر على شاشة الهاتف الذكي.

وأضافت أن حجة غوغل في التخلي عن التزامها بحقوق الإنسان ليست مقنعة، لأن شروط الخدمة ليست مجموعة من الوصايا المنقوشة على الحجر غير القابلة للتغيير. بل يمكن لغوغل مراجعة القواعد التي يجب أن يتبعها أي تطبيق للبقاء في متجرها وقتما تريد. وكل قاعدة من تلك القواعد وكل واحدة من تلك المراجعات، من عدم السماح للمواد الإباحية إلى حظر التحرش، هو أمر اختياري.

وكيفية تطبيق تلك القواعد اختياري أيضا كما تقول واشنطن بوست. فإذا انتهك تطبيق "أبشر" أيا من شروط غوغل الحالية فقد يوضع في فئة "الكلام المحرض على الكراهية"، أي أن غوغل يحظر التطبيقات التي "تروج للعنف أو تحرض على الكراهية ضد الأفراد أو المجموعات"، استنادا إلى الخصائص "المرتبطة بالتمييز أو التهميش المنهجي".

وختمت الصحيفة بأن "أبشر" قد لا يروج صراحة للعنف أو يحرض على الكراهية، لكن ما الذي يفعله إذا لم يكن يزيد من هذا التمييز المنهجي نفسه الذي تبرزه غوغل؟ ولم يسأل أحد غوغل عما إذا كان "أبشر" قد انتهك صميم قواعدها الحالية. وبدلا من ذلك سألوا عما إذا كانت غوغل أو آبل أو أي شركة أخرى ستسهل القيود المتحيزة جنسيا التي يمارسها نظام لا يضايق المرأة فحسب، بل يعذب ويقتل الصحفيين والناشطين وغيرهم من المنتقدين، والإجابة ينبغي أن تكون لا.

المصدر : واشنطن بوست