ماذا تعني عودة غوايدو إلى فنزويلا؟

Venezuelan opposition leader Juan Guaido, who many nations have recognized as the country's rightful interim ruler, reacts during a rally held by his supporters against Venezuelan President Nicolas Maduro's government in Caracas, Venezuela March 4, 2019. REUTERS/Carlos Garcia Rawlins?
غوايدو يتحدث في حشد من أنصاره لدى عودته إلى كراكاس (رويترز)

حسان مسعود-الجزيرة نت
 

على وقع التهديدات الأميركية للحكومة الفنزويلية جاءت عودة الزعيم المعارض رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو إلى بلاده عبر مطار كراكاس الدولي، بعد تحذير أطلقه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للسلطات الفنزويلية "حال تعرض غوايدو للخطر"، وذلك ردا على تلويح الحكومة الفنزويلية باعتقاله لدى عودته.
 
وعقب وصوله خاطب غوايدو أنصاره المحتشدين في ساحة "كاركاس بلازا بالعاصمة قائلا "نحن اليوم أقوى من أي وقت مضى" مؤكدا "ضرورة الحفاظ على روح الشجاعة والاستمرار في التحركات والاحتجاجات" حتى تحقيق المطالب وعلى رأسها رحيل الرئيس نيكولاس مادورو.

كما دعا الجيش إلى "محاكمة جميع من شارك في مناهضة محاولة إدخال المساعدات الإنسانية عبر حدود البرازيل وكولومبيا"، في احتجاجات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.

على الجانب الآخر، تجنبت الحكومة الفنزويلية التعليق على عودة غوايدو، وغرد الرئيس نيكولاس مادورو على تويتر بمناسبة الاحتفال بموسم الكرنفالات متمنيا للفنزويليين "قضاء فترة مهرجانات سعيدة، مستمتعين بجمال الطبيعة الفنزويلية". 

‪وليفر ستونكيل يتحدث عن السيناريوهات‬   أوليفر ستونكيل يتحدث عن السيناريوهات (الجزيرة)
‪وليفر ستونكيل يتحدث عن السيناريوهات‬   أوليفر ستونكيل يتحدث عن السيناريوهات (الجزيرة)

سيناريوهات
وتفتح عودة غوايدو ودخوله البلاد عبر المطار الأساسي التساؤلات عن مدى سيطرة الرئيس مادورو وحكومته على زمام الأمور في البلاد، وإمكانية وجود اختراقات أو انقسامات في صفوف قوات الأمن الفنزويلية.
 
وفي إجابته عن سؤال بهذا الشأن، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الفنزويلي أوليفر ستونكيل عودة غوايدو "شجاعة كبيرة، سترفع رصيده لدى شرائح عديدة من الشعب الذي ينتظر خطوات شجاعة لتغيير الواقع".

ويضيف المتحدث -الذي يعمل في ثلاث معاهد متخصصة في العلاقات الخارجية- "دخول غوايدو يكشف عن وجود اختراقات في نظام مادورو نظرا للثقة الكبيرة التي أتى بها غوايدو إلى مطارٍ كهذا، لكنه لا يعني بالضرورة وجود انقسام مؤثر في القوات الأمنية المتعددة في البلاد، لكنه بلا شك يترك أثرا سيكون له ما بعده". 

وعن السيناريوهات المحتملة على الساحة الفنزويلية في المستقبل القريب، يقول ستوكنيل -الذي يقيم في البرازيل- "علينا أن ننتظر تجاوب الشارع في الأيام القادمة، وما إذا كانت ستنعكس شجاعة غوايدو هذه على المواطنين من مناصري المعارضة أو الأكثرية الصامتة التي تعاني بطبيعة الحال من الواقع الصعب".

وأشار إلى ثلاثة احتمالات هي "إما أن يبقى الجيش بقيادته إلى جانب حكومة مادورو ويزيد من ضغطه على المعارضة إلى حد القضاء على الحراك الحالي، أو أن ينحاز إلى غوايدو بشكل كامل وينقلب على مادورو لما رآه من دعم دولي له، أو أن ينقسم الجيش بين طرفين، وهو أصعب السيناريوهات، ما قد يعيد احتمال تطور الأمور إلى حرب أهلية"، مستبعدا في الوقت ذاته سيناريو التدخل الخارجي العسكري لحسم الأمور في فنزويلا.

وكان غوايدو الذي غادر البرازيل عبر الحدود البرية إلى كولومبيا في 23 فبراير/شباط الماضي للمشاركة في إيصال المساعدات الأميركية بمساعدة من أسماهم "شرفاء من الجيش".

واستطاع العودة إلى البلاد بعد زيارة عدد من دول أميركا اللاتينية الداعمة له، والمشاركة في قمة مجموعة ليما في كولومبيا، متجاهلا خطر اعتقاله بتهمة كسر الأمر القضائي الخاص بمنعه من السفر"، وكان بانتظاره في المطار عدد من سفراء الدول الداعمة له إلى جانب حشد من أنصاره.

المصدر : الجزيرة