ما علاقة روسيا وإيران بالاشتباكات داخل جيش النظام السوري؟

لواء القدس
شرعت روسيا في إعداد خطة لإعادة هيكلة القوات السورية بهدف تعزيز شبكة الضباط الموالين لموسكو (مواقع التواصل)

تستمر الاشتباكات بين صفوف القوات السورية الموالية لنظام الأسد. وهذه المرة في مدينة حلب بين المتطوعين في لواء القدس من جهة، ومقاتلي فرقة الدبابات الرابعة والمليشيات الشيعية من جهة أخرى.

في تقريره الذي نشرته صحيفة "نيوز.ري" الروسية أكد الكاتب إيغور يانفاريف أن السبب وراء هذه الاشتباكات، هو أن بقية الفصائل التابعة لجيش النظام السوري تعتبر لواء القدس قوة عسكرية موالية لروسيا، في حين أن فرقة الدبابات الرابعة والمليشيات الشيعية موالية لإيران.

وأفاد الكاتب أيضا بأن الاشتباكات وقعت تحديدا في منطقة الحمدانية، حيث كان لواء القدس بصدد عبور المنطقة، فحدثت مناوشات بين مقاتليهم وجنود فرقة الدبابات الرابعة.

وقد استُخدمت الرشاشات الثقيلة في هذه الاشتباكات التي استمرت لعدة ساعات ما أدى لسقوط عشرات الجرحى مع احتمال وجود حصيلة قتلى. 

ليست المرة الأولى
ذكر الكاتب أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فمنذ أكثر من شهر شبّ نزاع في منطقة تابعة لمحافظة حماة.

وقد شاركت الفرقة الرابعة في الاشتباكات التي قادها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد الذي يعرف بعلاقاته الوثيقة مع إيران، وفي الجانب الآخر من النزاع كان الفيلق الخامس للجيش الحكومي الذي تسيطر عليه القيادة العسكرية الروسية.

ومن الواضح أن الجانب الروسي يعارض تشكيل جماعات عسكرية يسيطر عليها ماهر الأسد في منطقة سهل الغاب التابعة لمحافظة حماة، التي تتميز بأهمية إستراتيجية.

في السياق ذاته، توجد مبادرات من قبل الكرملين تتعلق بالجيش السوري، تؤكد نوايا موسكو في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.

تقاسم الولاء
منذ بداية هذا العام بدأ متطوعو لواء القدس يتمتعون بدعم كبير من القيادة الروسية ويضمون العشرات من المجندين الذين تدربوا في منشآت خاصة في مخيم حندرات، تحت قيادة مستشارين روس غير رسميين تابعين لشركات عسكرية خاصة ذات خبرة عالية.

كما يلاحظ الخبراء أن مقاتلي لواء القدس يملكون أسلحة روسية حديثة، ويرتدون الزي العسكري الروسي. وتتركز وحدات لواء القدس بمركز المراقبة الروسي الواقع في حلب.

وفي النصف الأول من عام 2018، شرعت القيادة الروسية في إعداد خطة شاملة لإعادة هيكلة القوات المسلحة التابعة للنظام السوري بهدف تعزيز شبكة الضباط الموالين لموسكو.

وبعد إعادة هيكلة الجيش الحكومي التي كانت بمبادرة من موسكو، تتالت عمليات تسريح واستقالة الجنود والضباط، بما في ذلك أولئك الذين يعتبرون من أنصار النظام الإيراني.

أما ماهر الأسد، فقد كان على خط المواجهة للتصدي لمحاولات الروس الرامية إلى تطهير الجيش النظامي السوري.

وبالنظر إلى مستوى العلاقات الإسرائيلية الروسية، فإن هذه الإصلاحات بالغة الأهمية بالنسبة لروسيا خاصة أنها تؤثر بشكل مباشر في العلاقات بين موسكو وتل أبيب.

ولذلك تعتبر هذه المسألة من القضايا المدرجة في جدول أعمال السياسة الخارجية الروسية، ولكن ذلك قد يزيد من خطر نشوب صراع أهلي -داخل أجنحة النظام- في سوريا.

المصدر : الجزيرة