حراك الجزائر.. 5 رسائل ومشاهد لافتة في الجمعة السادسة

People carry national flags during a protest to demand the removal of President Abdelaziz Bouteflika in Algiers, Algeria March 29, 2019. REUTERS/Ramzi Boudina
جمعة اليوم تمثل أول مظاهرات حاشدة بعد موقف الجيش وتصريحات صالح الأخيرة (رويترز)

نزل مئات آلاف المحتجين مرة أخرى إلى شوارع وميادين كبريات المدن الجزائرية في الجمعة السادسة من الحراك الشعبي للمطالبة باستقالة الرئيس وتغيير النظام.

وتكتسي مظاهرات اليوم أهمية خاصة بالنظر للسياق السياسي الذي جاءت فيه، حيث ستحدد بشكل كبير موقف الحراك الشعبي من تصريحات قائد أركان الجيش قايد صالح الأخيرة بشأن الفراغ الرئاسي.

ومن أهم ما ميز مظاهرات اليوم في جمعتها السادسة ما يلي:

استفتاء على مقترح صالح
تأتي مظاهرات اليوم بعد تخلي الجيش بشكل واضح ولأول مرة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عبر تصريحات قائده الفريق أحمد قايد صالح التي دعا فيها إلى تطبيق المادة 102 من الدستور، المتعلقة بشغور منصب رئيس الجمهورية كحل للأزمة.

ولأن جمعة اليوم تمثل أول مظاهرات حاشدة بعد موقف الجيش وتصريحات صالح، فهي تمثل إلى حد ما نوعا الاستفتاء الشعبي على "رؤية الجيش" وقائده لحل الأزمة.

انقلاب الموالين
كما تأتي مظاهرات اليوم بعد سلسلة من الانسحابات المتتالية من هيئات وشخصيات وازنة عرفتها الساحة الجزائرية في الأيام الماضية بعد موقف قائد الجيش. وقد أصابت هذه الاستقالات نظام الرئيس بوتفليقة في مقتل وجعلته وحيدا في وجه الضغوط الشعبية والسياسية المتصاعدة.

ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان بعض الموالين السابقين للرئيس شاركوا في مظاهرات اليوم، وإن كان من المستبعد مشاركة شخصيات ورموز بارزة في الحراك الشعبي بالنظر لموقف غالبية مكونات الحراك من رموز الحقبة الحالية.

مسح الطاولة

ورغم أن المتظاهرين رفعوا في الفترة الماضية شعارات تطالب بإسقاط النظام الحاكم كله، فإن شعاراتهم وهتافاتهم ركزت اليوم على ضرورة التخلص من كل المنظومة الحاكمة وليس بوتفليقة وحده، واتهموا النخبة الحاكمة بأنهم لصوص دمروا البلاد.

وذكرت وكالات الأنباء اليوم أن انتقادات المتظاهرين لم تقتصر فقط على بوتفليقة وحده وإنما طالت أيضا النظام السياسي الذي تركز على مدى عقود حول قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا، التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962، وضباط الجيش ورجال الأعمال.

على الهواء
وكان لافتا أيضا في مظاهرات جمعة اليوم أن التلفزيون الحكومي أفرد تغطية خاصة لها، ونقلها عبر بث مباشر لأول مرة منذ اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي.

بحثا عن رئيس انتقالي
وكان لافتا أيضا في الجمعة السادسة للغضب الجزائري أن عددا من المحتجين اختاروا التجمع أمام منزل الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال الذي جرى تداوله ضمن خيارات أخرى لقيادة آمنة للمرحلة الانتقالية، بينما رفضت فئات أخرى.

وكان زروال قد غادر الرئاسة بشكل طوعي في انتخابات رئاسية سابقة لأوانها في العام 1999.

المصدر : الجزيرة + وكالات