يديعوت أحرونوت: مكره أخاك لا بطل.. وساطة مصر بين حماس وإسرائيل

Israel continues to pound Gaza despite ceasefire- - GAZA CITY, GAZA - MARCH 26: A resident, Nahi Alhwyty reacts at wreckage of Hassona building after Israeli warplanes carried out airstrike towards the building in Rimal neighbourhood of Gaza City, Gaza on March 26, 2019.
إسرائيل شنّت قبل أيام غارات على مقار حكومية بغزة لم يسلم منها منزل هذه الأسرة (الأناضول)

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "وسيط مُكره" بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري على موقعها الإلكتروني، إن السيسي لا يريد أي تعامل مع حماس لأنه "لا يثق فيها ويكِنُّ لها كراهية نظرا لعلاقتها الحميمة مع جماعة الإخوان المسلمين".

وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس المصري ينشد الهدوء على حدود بلاده مع قطاع غزة، ويقر بعدم وجود بديل أفضل، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وشنّت إسرائيل خلال اليومين الماضيين غارات على القطاع مستهدفة مواقع حكومية وأخرى قالت إنها تتبع حماس، وذلك بعد إطلاق صاروخ من غزة على شمال تل أبيب أسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين بجروح.

وكشفت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى محادثات هاتفية "مشفرة" لفهم الدور المصري في الأحداث الأخيرة بشكل أعمق، بينما كان يفكر الاثنين الماضي في إمكانية قطع زيارته لواشنطن والعودة بسبب الأوضاع الأمنية المشتعلة مع حماس في غزة.

وأوضحت يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أراد أن يعرف أين تقف القاهرة في ما يتعلق بغزة؟ وأي نوع من الهدنة تعكف عليها؟ وما الذي خلصت إليه أجهزة مخابراتها؟ بل ربما تحدث مباشرة إلى الرئيس السيسي.

وتزعم الصحيفة أن للسيسي سجلا طويلا من السوابق مع حماس و"المتاعب التي تسببها" والتي يعود تاريخها إلى أيام أن كان حاكما عسكريا في شمال شبه جزيرة سيناء ومديرا للاستخبارات العسكرية ووزيرا للدفاع.

السيسي يريد هدوءًا على الجانب المصري من الحدود مع غزة، ومن ثم فإن المفاوضات تخدم مصالحه.

وتضيف أن السيسي يعرف التفاصيل الدقيقة عن مساعي حركة حماس لتوثيق علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين التي سبقته في حكم مصر. وليس سراً -تستطرد يديعوت- أن الرئيس المصري لا يصدق كل ما تقوله حماس، وكبار مستشاريه ممن ظلوا يشرفون على المفاوضات مع غزة "يحتقرون" قيادة الحركة.

غير أن السيسي يريد هدوءا على الجانب المصري من الحدود مع غزة، ومن ثم فإن المفاوضات تخدم مصالحه. كما أنه يريد الحد من محاولات حماس للتسلل عبر سيناء لشن هجمات "إرهابية" في مصر، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية.

وجاء في تحليل يديعوت أيضا أن المصريين اكتشفوا أنهم انخرطوا في لعبة مفاوضات "منهكة ومحبطة"، فهم يتوسطون بين طرفين لا يثق أحدهما في الآخر. "فحركة حماس تدلي بتصريحات تظهر مصر بمظهر إيجابي، لكنها تتابع عن كثب علاقة السيسي الفريدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو".

وترى الصحيفة أن حركة حماس تعتقد أن نتنياهو هو من دفع السيسي ليرتمي في أحضان ترامب، لكنها تدرك أيضا أن ما من مفاوض محتمل آخر للتوسط في صراعها مع إسرائيل.

ويدرك المصريون أن نتنياهو يأمل في تهدئة الأوضاع حتى موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة في التاسع من أبريل/نيسان المقبل، طبقا للتحليل الإخباري.

وتقول الصحيفة إن القاهرة تتوقع احتفاظ نتنياهو بمنصبه رئيسا للوزراء، مشيرة إلى أن كل من تحدثت إليه في مصر أكد على أهمية تلك العلاقة "الفريدة والسرية" بين الزعماء المصريين والإسرائيليين.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية