مظاهرات بالخرطوم.. وتجمع المهنيين يشهر سلاح المقاطعة
أحمد فضل-الخرطوم
وبعد صلاة الجمعة بمسجد الأنصار حزب الأمة بود نوباوي في أم درمان خرج المصلون وهم يلوحون بأعلام الحزب ويهتفون بـ"حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب".
وأطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المدمع على المحتجين، وحاولت اقتحام المسجد لدى احتماء المصلين بأسواره.
كما شهدت أحياء الشعبية وشمبات بالخرطوم بحري والرميلة والطائف بالخرطوم والمهندسين بأم درمان؛ خروج عشرات المصلين من المساجد للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ نحو ثلاثين عاما.
وأحرق محتجون الإطارات في الشوارع الداخلية لشارع السواحلي بحي الطائف (شرقي الخرطوم)، وكان اللافت في حي الشعبية بالخرطوم بحري المشاركة الكبيرة للنساء والفتيات.
مقاطعة اقتصادية
وأطلق تجمع المهنيين السودانيين الجمعة حملة مقاطعة اقتصادية، محرضا أنصاره على مقاطعة عدد من الشركات الخاصة والمصارف والمشافي، التي قال إنها تابعة لمؤيدين للحكومة.
واعتبر التجمع -الذي يتبنى المظاهرات المطالبة بإسقاط البشير منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي- أن المقاطعة الاقتصادية أداة جديدة ومجربة من أدوات المقاومة السلمية، وحان أوان إشهارها.
وأوضح -في بيان- أن "المقاطعة الاقتصادية ببساطة هي عملية التوقف الشعبي الطوعي وبشكل جماعي عن استخدام أو شراء أو التعامل مع أي سلعة أو خدمة تنتجها أو تقدمها مؤسسة أو شركة تدعم النظام وأجهزة قمعه مالياً أو سياسياً أو تسيء لشعبنا العظيم وثواره".
وحدد البيان مقاطعة صحيفتي "المجهر السياسي" و"ألوان" لناشريها الهندي عز الدين وحسين خوجلي، وفضائية "سودانية 24" التي يديرها الطاهر حسن التوم "لتأييدها الحكومة ضد المحتجين".
كما طلب تجمع المهنيين من أنصاره مقاطعة بنك أم درمان الوطني التابع للجيش وشركة سين للغلال التابعة لجهاز الأمن ومستشفيات الزيتونة ويستبشرون وعلياء، باعتبار أن بعضها تعود ملكيته لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة.
وأصدر التجمع ملصقات توضح أسماء الشركات والمرافق التي دعا لمقاطعتها والجهات التي تملكها وكيفية مقاطعتها.
ذكرى الانتفاضة
ولأول مرة يصدر تجمع المهنيين جدولا للاحتجاجات يمتد لأسبوعين، إذ إنه درج على طرح جدول أسبوعي للحراك الذي دخل شهره الرابع بلا انقطاع.
وسيمتد الجدول المعلن حتى السادس من أبريل/نيسان القادم، الذي يوافق الذكرى السنوية لانتفاضة أبريل/نيسان 1985، التي أطاحت بالرئيس الأسبق المشير جعفر نميري.
وحدد تجمع المهنيين في هذا اليوم تنظيم موكب مركزي بالعاصمة الخرطوم نحو القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، إلى جانب مواكب مركزية في كل عواصم الولايات بمشاركة القيادات السياسية والمهنية وشيوخ الطرق الصوفية والإدارة الأهلية.
وقبلها حدد الجدول الخميس الرابع من أبريل/نيسان القادم لعودة مواكب التنحي لوسط الخرطوم صوب القصر الرئاسي، بعد أن عمد خلال الأسابيع الماضية إلى تنظيم مواكب في الأحياء بسبب إحكام السلطات الأمنية قبضتها على وسط العاصمة.