مجزرة المسجدين.. ماذا يقول الإعلام الغربي لو كان المهاجم مسلما والضحايا بيضا؟
لئن كان ثمة إجماع على الإشادة بتعامل نيوزيلندا مع هجوم كرايست تشيرتش، فإن هناك ملاحظة لدى الكثيرين بأن دول الغرب الأخرى لم تتعامل مع هذا الهجوم كما تفعل عادة مع الهجمات التي يُتهم مسلمون بتنفيذها.
ويرى القارئ محمود اليوسف في رسالة بعث بها إلى صحيفة ذي إندبندنت أن التغطية كانت ستكون مختلفة كليا لو أن المهاجم كان مسلما والضحايا يهودا أو نصارى.
ولخص تصوره عن ردة الفعل الغربية في تلك الحالة قائلا "ستكون القصة هي الأبرز على مدار الساعة ولسبعة أيام قادمة، وسيقدم الإسلام والمسلمون للمحاكمة، وسينشر الرئيس الأميركي تغريدة يشاركها مع متابعيه الستين مليونا قائلا: ألم أقل لكم ذلك، إن الإسلام يكرهنا".
وستطالعنا وسائل الإعلام بكل تفاصيل حياة المهاجم من قبيل الهيئات الخيرية التي تبرع لها المهاجم، وأفضل الأماكن التي يقضي فيها إجازته، وسيوبخ إمام المسجد الذي كان يصلي فيه ويتهم بأنه هو سبب تحوّل هذا المهاجم إلى شخص متشدد، ولن ينتظر المسؤولون الأميركيون طويلا قبل أن يصفوا المسلمين بأنهم "متعطشون للدماء".
وستستمر وسائل الإعلام من شاشات وإذاعات في تخصيص تغطيات خاصة مع تحديث مستمر، كما ستوفد الشبكات الإعلامية الكبيرة أفضل مراسليها للبث مباشرة من نيوزيلندا.
ويكون الموضوع في كل البرامج الإذاعية، وتعطى فرصة للمستمعين للتعبير عن مدى إحباطهم، وستكون هناك أعداد أكبر ممن يقولون "أنا كرايست تشيرتش" أو "أنا نيوزيلندا".
كما سيشيد مستخدمو فيسبوك حول العالم بالضحايا عن طريق تغيير صور ملفاتهم الشخصية، أخيرًا وليس آخرًا سيُطرح على المجتمعات الإسلامية السؤال الأكثر سذاجة: هل تتغاضون عن مثل هذا الهجوم الإرهابي أم تدينونه؟