صحيفة نيوزيلندية: ما مصدر التحيّز ضد المسلمين؟

CHRISTCHURCH, NEW ZEALAND - MARCH 17: Members of the muslim community walk back from the hospital to the community centre on March 17, 2019 in Christchurch, New Zealand. 50 people are confirmed dead, with with 36 injured still in hospital following shooting attacks on two mosques in Christchurch on Friday, 15 March. 41 of the victims were killed at Al Noor mosque on Deans Avenue and seven died at Linwood mosque. Another victim died later in Christchurch hospital. A 28-year-old Australian-born man, Brenton Tarrant, appeared in Christchurch District Court on Saturday charged with murder. The attack is the worst mass shooting in New Zealand's history. (Photo by Hannah Peters/Getty Images)

تقول صحيفة نيوزيلاند هيرالد إن التحامل ضد المسلمين بوسائل الإعلام والجهل بهذا الدين والعنصرية وصعود زعماء يمينيين استبداديين في جميع أنحاء العالم، هي عوامل رئيسية وراء صناعة الكراهية بالبلاد.

وأوضحت الصحيفة أن دراسات أكاديمية متتالية أكدت أن المسلمين في نيوزيلندا عانوا من مستويات تحيز أعلى من الجماعات العرقية الأخرى، ومستويات أقل من "الدفء" في جميع الأماكن بما فيها الشوارع والمدارس وأماكن العمل.

ونقلت عن المحاضر في علم النفس بجامعة أوكلاند النيوزيلندية داني أوزبورن قوله إنه ورغم أن النيوزيلنديين لديهم بعض المواقف الإيجابية تجاه التنوع الثقافي والإثني في العالم، فإن العمل البحثي مع أفراد المجتمع المسلم في نيوزيلندا وجد أن العنصرية اليومية والقوالب النمطية السلبية وعدم المعرفة بالإسلام والعنصرية في وسائل الإعلام، من بين التحديات الأكثر شيوعا التي تواجهها نيوزيلندا.

التصورات الخاطئة
وأوضح أن هذا التحيز نابع جزئيا من التصورات الخاطئة بأن قيم إحدى المجموعات تتعارض مع قيم مجموعة أخرى، مضيفا أن هناك أيضا اختلافات فردية بما في ذلك الاستبداد اليميني والتوجه الاجتماعي المهيمن.

وأضاف "نشهد الآن أيضا حالات يقوم فيها قادة الرأي والنخب السياسية مثل دونالد ترامب وآخرون بإعطاء مساحة أكبر للقومية البيضاء لتتجذر".

ومع ذلك، يقول أوزبورن، فإن المسلمين النيوزيلنديين يرغبون بشدة في تحقيق التوازن في حياتهم، والجمع بين الممارسة السلمية لدينهم ومشاركتهم في المجتمع النيوزيلندي الأوسع.

الاستغلال السياسي للعامة
أما عميد كلية الاتصالات بجامعة ماسي البروفيسور موهان دوتا فقد أوضح أن الكراهية المنظمة ضد المسلمين تؤسس لمجموعة واسعة من أشكال السلوك العنيف ضدهم.

أكاديمي نيوزيلندي قال إن موجة الدفء والتضامن مع المسلمين حاليا ربما تكون اضمحلالا مؤقتا للإسلاموفوبيا في نيوزيلندا (الجزيرة)
أكاديمي نيوزيلندي قال إن موجة الدفء والتضامن مع المسلمين حاليا ربما تكون اضمحلالا مؤقتا للإسلاموفوبيا في نيوزيلندا (الجزيرة)

وقال دوتا إن الدراسات الحالية توثق أن هذه الكراهية يتم إنتاجها وتعميمها في الغالب في التيار السائد، مما يضمن شرعيتها من الأحزاب السياسية، وغالبا ما تقود إستراتيجيات الحملات للأحزاب.

وأضاف أن صعود الزعماء اليمينيين الاستبداديين من مودي إلى ترامب إلى نتنياهو في جميع أنحاء العالم، تسببت فيه صناعة الكراهية لجذب قلوب العامة والحصول على السلطة السياسية.

فرصة للتفكير
وعن مستقبل التحيّز ضد المسلمين وما إذا كان من الممكن القضاء عليه، يقول أوزبورن إنه يكره أن يبدو متشائما، لكن بحوثهم تشير إلى احتمال أن تشهد ظاهرة التحيز اضمحلالا "مؤقتا" لتعود بعده هذه الظاهرة إلى وضعها قبل الكارثة في كرايست تشيرتش، وأعرب عن أمله في أن يكون مخطئا وأن تستغل نيوزيلندا الهجوم الإرهابي فرصة للتفكير في "من نحن؟ ونحتضن كل من يختار نيوزيلندا وطنا له".

دعوة جديدة للمعالجة
وفي إطار الجهود لمواجهة العنصرية، دعت المتحدثة باسم المجلس النسائي الإسلامي أنجوم رحمان إلى "نهج منسق وإستراتيجي" من الحكومة، قائلة إن هذا هو ما سعت إليه مجموعتهم بتقرير شامل قدمته إلى وزارة التنمية الاجتماعية قبل خمس سنوات.

وقالت إن التقرير تناول المشاكل المحيطة بكل شيء ابتداء من الصحة والتعليم إلى الشرطة والعنف داخل الأسر، والحلول المقترحة، لكن المجلس ليس لديه علم بأي إجراء قامت به الوزارة.

كما طرح المجلس مخاوفه مباشرة على جهاز المخابرات الأمنية النيوزيلندي، وإدارة الشؤون الداخلية ومكتب الجماعات الإثنية، ومفوض خدمات الدولة وإدارة رئيس الوزراء والحكومة.

يُشار إلى أن لجنة حقوق الإنسان النيوزيلندية ظلت تدعو إلى جمع أفضل للبيانات حول الجرائم التي تحركها الكراهية، وتدير حملة ضد العنصرية منذ عام 2017.

المصدر : الجزيرة