صحيفة نيوزيلندية: مسجد النور.. قصة في حد ذاته

epa07438406 (FILE) - An undated file image shows Masjid Al Noor Mosque on Deans Avenue, the scene of a mass shooting, in Christchurch, New Zealand, 15 March 2019. According to media reports on 15 March 2019, at least one gunman opened fire at around 1:40 pm local time after walking into the Masjid Al Noor Mosque, killing and wounding several of people. Armed police officers were deployed to the scene, along with emergency service personnel. There are also confirmed reports of a shooting at a second mosque in Christchurch, and both incidents have left at least 40 people dead and more than 20 people seriously wounded. Four people are in custody in connection with the shootings. EPA-EFE/Martin Hunter NEW ZEALAND OUT
المسجد معلم بارز يشرف على البنايات والمنازل الحديثة بالمدينة (الأوروبية)

كل شيء عن مسجد النور في المدينة النيوزيلندية كرايست تشيرتش يعدّ معلما بحاله؛ من اسمه إلى جدرانه البيضاء، إلى قبته الذهبية الضخمة، إلى سجادته الخضراء قبل أن تتلطخ بدماء القتلى.

هكذا بدأ تشارلي ميتشل تقريرا له بصحيفة ستاف النيوزيلندية عن المسجد الذي شهد مجزرة الجمعة الماضي على يد أحد العنصريين البيض ممن يعتقدون بتفوق الجنس الأبيض على غيره.

فهذا المسجد معلم بارز يشرف على البنايات والمنازل الحديثة المحاذية لحديقة هاغلي بارك، وكانت أبوابه تفتح بانتظام أمام الزوار، بما في ذلك تلاميذ المدارس وطلاب التعليم العالي ووسائل الإعلام.

ومن الأمور التي اعتاد هذا المسجد على تنظيمها أنه كان يستضيف كل عام حفلة شواء مجانية خلال أسبوع التوعية بالإسلام للأفراد والمهتمين بالإسلام من المجتمع ككل.

وكان القيمون على هذا المسجد يجيبون عن أسئلة الزوار، ويقدمون عروضا لمجموعات من المسلمين بهدف تعزيز فهم هذا المجتمع المسلم الصغير والمتدين.

وحسب المؤرخ عبد الله دروري، فإن مسلمي كرايست تشيرتش لم يكونوا مهتمين بالسياسة، إذ يصفهم بأنهم "كانوا دائما مجتمعًا هادئا تطبعه السكينة.. وكان الكثير منهم هاربين من العنف في الشرق الأوسط".

لقد عاش المسلمون في كرايست تشيرتش منذ تأسيسها؛ فقد جاء أوائل المسلمين إلى نيوزيلندا من الهند، واستقروا بها في خمسينيات القرن 19.

ولم يتمكن المسلمون من بناء مساجد في بداية وجودهم، وأول مكان اتخذه المسلمون لصلاة الجماعة كان مصلى في شارع توام اشتروه عام 1981، لكنه كان صغيرا نسبيا، خاصة مع تزايد أعداد المهاجرين.

أما تطوير مسجد النور، فاعتمد إلى حد كبير على تبرعات الأعضاء، بالإضافة إلى تبرع بقيمة 460 ألف دولار من المملكة العربية السعودية.

وتوفي جل من نشطوا في بناء مسجد النور، الذي اكتمل في أغسطس/آب 1985، ليعتبر آنذاك المسجد الأقصى في جنوب العالم، وربما كان المسجد الأبعد عن مكة المكرمة على الإطلاق، لقد كان مسجد النور الوحيد في الجزيرة الجنوبية، والثاني في نيوزيلندا.

وأولى القائمون عليه اهتماما كبيرا لبنائه، وفقًا لأطروحة نشرت عام 2016 من تأليف عبد الله دروري حول تاريخ مسلمي الجزيرة الجنوبية.

ونال تصميم الجزء الداخلي من المسجد عناية خاصة، وزينت بعض جدرانه ونوافذه بنقوش محملة بالرمزية على يد خطاط سوداني، وما عدا ذلك يخلو المسجد من أي أشياء تذكر.

المصدر : الجزيرة