الجزائر.. الحزب الحاكم يدعم الحراك والجيش يغازل المحتجين

هل تراهن الحكومة بالجزائر على الوقت لإخفات صوت الشارع؟
الجزائر تعيش منذ شهر حراكا شعبيا غير مسبوق للمطالبة برحيل بوتفليقة ونظامه (الجزيرة)

أعلن منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم معاذ بوشارب عن دعم الحراك الشعبي في الجزائر، في وقت قال فيه الجيش الجزائري إن المحتجين عبروا عن أهداف نبيلة.

ودعا بوشارب إلى الحوار للوصول إلى جزائر جديدة دون إقصاء أو تهميش، ويدرس عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب في الأسابيع القادمة.

كما قال بوشارب إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فهم المسيرات الشعبية ومطالبها، وأكد عدم مسؤولية الحزب عما حدث في الجزائر خلال العهدة الرابعة.

واعتبر بوشارب أن رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحيى هو من كان حينها على رأس الجهاز التنفيذي.

جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع يعقده الحزب اليوم بأمناء المحافظات ونواب البرلمان.

وأوضح الحزب على صفحته في موقع فيسبوك أن الاجتماع سيناقش مستجدات الساحة السياسية لاسيما قرارات الرئيس الجزائري الأخيرة والحراك الشعبي، كما سيتطرق إلى التحضيرات الجارية بشأن عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب.

يذكر أن الحزب يعقد اجتماعا له في وقت وقع فيه عشرات المحافظين الأحد الماضي بيانا دعوا فيه إلى رحيل بوشارب وانتخاب أمين عام جديد في أقرب وقت.

 صديق شهاب: لم تكن لنا البصيرة والشجاعة بأن نرفض ترشح بوتفليقة (الجزيرة)
 صديق شهاب: لم تكن لنا البصيرة والشجاعة بأن نرفض ترشح بوتفليقة (الجزيرة)

تصريحات ونفي
من ناحية أخرى، قال رمطان لعمامرة نائب رئيس الوزراء الجزائري خلال تصريحات له في برلين إن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل في الجزائر. وأوضح أن الحكومة منفتحة على الحوار مع المعارضة.

في الأثناء، يبدو أن هناك انقساما في حزب التجمع الوطني الديمقراطي العضو في الائتلاف الحاكم، فقد تبرأ الحزب من التصريحات التي أدلى بها الناطق باسمه صديق شهاب لتلفزيون "البلاد"، والتي أثارت ضجة واسعة.

وقال البيان إن "النقاش والأسلوب المستفز والموجه" أدى بصديق شهاب للانفعال والابتعاد عن المواقف المعروفة للحزب. وكان شهاب قد قال إن ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة وهو في وضعه الصحي الحالي كان بمثابة فقدان للبصيرة.

وأضاف أن قوى غير دستورية سيطرت على السلطة في الأعوام القليلة الماضية وتحكمت في شؤون الدولة خارج الإطار القانوني، معتبرا أن ترشح بوتفليقة لولاية رئاسة جديدة كان خطأ كبيرا.

واعتبر مراقبون أن تصريحات شهاب فتحت الباب للكثير من المناضلين "لخلع عباءة الخوف والتعبير عن رأيهم المتماشي والحراك الشّعبي".

‪أحمد قايد صالح دعا التحلي بالمسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت‬ (الجزيرة)
‪أحمد قايد صالح دعا التحلي بالمسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت‬ (الجزيرة)

ضغوط متنامية
واليوم قال الفريق رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح إن الجزائريين عبروا عن أهداف نبيلة، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس بوتفليقة ضغوطا متنامية من المحتجين كي يتنحى.

ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن صالح تصريحاته، التي تعتبر أقوى مؤشر حتى الآن على أن الجيش ينأى بنفسه عن الرئيس.

وقبل يومين، تعهد قايد صالح بأن يكون "الجيش دوما وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال"، داعيا إلى "التحلي بالمسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت".

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه ليس لفرنسا أن تقرر ما على الجزائريين أن يختاروا، فهم وحدهم أصحاب الحق في تقرير ما يشاؤون عبر الحوار.

وأضاف "رجاء فرنسا أن يتم التعجيل بنوع من الانتقال الديمقراطي، ونحن نواكب هذه الحركية بالتواصل مع السلطات الجزائرية وبالاستماع إلى المجتمع المدني وحراكه القوي".

يشار إلى أن الجزائر تشهد احتجاجات منذ الشهر الماضي على ترشح بوتفليقة وما تضمنته رسالته التي أعلنها بعد عودته من رحلة علاج في سويسرا مؤخرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات