حفتر يحرك قواته قرب سرت.. هل يستفز مصراتة؟

Libya's eastern-based commander Khalifa Haftar salutes as he participates in General Security conference, in Benghazi, Libya, October 14, 2017. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori
حفتر يقود قوات تسيطر على المدن الرئيسية بالشرق الليبي (رويترز-أرشيف)

أيمن محمد-طرابلس

أثارت التحركات الأخيرة -التي قامت بها كتيبة تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في البوابة الجنوبية لمدينة سرت 450 كلم شرق العاصمة طرابلس- مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة بين أكبر قوتين بالشرق والغرب، وهما قوات حفتر وقوات مصراتة.

فقد أعلنت قوة حماية سرت -وأغلب عناصرها من مدينة مصراتة التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا- حالة النفير والطوارئ واستدعاء كافة وحداتها العسكرية الاحتياطية على خلفية تقدم القوات التابعة لحفتر جنوب سرت (شمالي البلاد).

وأضاف بيان القوة المنشور على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك "ما تقوم به قوات حفتر من استفزاز للقوة لأكثر من مرة مرفوض تماما ولن نقف موقف المتفرج وإن أي محاولة اعتداء على المدينة بمثابة إعلان حرب ستكون عواقبها كارثية ونحن مستعدون لها".

في السياق نفسه، وصف مجلس حكماء وأعيان مصراتة تحركات قوات حفتر بالاستفزازية مضيفاً أن محاربة الإرهاب التي تدعيها تلك القوات هدفها الدخول للمدن وتدميرها وسرقة وحرق البيوت وتهجير ساكنيها.

ودعا المجلس في بيان كافة حكماء ومشائخ وعقلاء ليبيا إلى تدارك الأمر لتجنب فتنة كبرى ستجر الوطن إلى شلال من الدماء وحرب أهلية طويلة المدى ستأكل الأخضر واليابس ولن ينتصر بها أحد، حسب تعبيره.

وخلال الأسبوعين الماضيين، نشرت صفحات تابعة لحفتر صوراً لأرتال عسكرية ضخمة تابعة قالت إنها متجهة للمكان المعلوم دون تحديد وجهتها صراحة، ورأى مراقبون أن تلك التحركات وإعلان حالة النفير من قبل قوة حماية سرت مؤشرات تنبئ بصدام مسلح.

وتمثل مصراتة -الواقعة بين سرت وطرابلس- إحدى العقبات التي تواجه حفتر للتمدد والسيطرة على الغرب الليبي باعتبارها تمتلك الترسانة المسلحة التي بقدرتها المواجهة، وتنتشر أكبر كتائبها في سرت، الخط الفاصل بين القوتين.

‪قوات مصراتة أقوى الكتائب بالغرب الليبي‬ قوات مصراتة أقوى الكتائب بالغرب الليبي (رويترز-أرشيف)
‪قوات مصراتة أقوى الكتائب بالغرب الليبي‬ قوات مصراتة أقوى الكتائب بالغرب الليبي (رويترز-أرشيف)

ورأى البعض أن مصراتة سترمي بكل قوتها في سرت في حالة اندلاع أية مواجهات مسلحة مع قوات حفتر لأنها تعتبرها خط الدفاع الأول عن مدينتهم.

وقال رئيس مؤسسة كويليام للأبحاث نعمان بن عثمان إن أكبر مصدر رعب حالياً لقوات حفتر هو مصراتة أو ما يعرف بالمحور الشرقي. وأضاف في تغريدة على تويتر أن هذه القوة (قوات مصراتة) على استعداد أن تجتاح منطقة الجفرة في غضون 24 ساعة فقط.

الكتلة الأقوى
ويرى المحلل السياسي جمال عبد المطلب أن تحرك قوات حفتر بالبوابة الجنوبية في سرت تكتيكي وأن حفتر -ومن معه من المستشارين المصريين والفرنسيين والإماراتيين وكل الجهات التي تتعاون معه وتموله وتخطط له- على يقين بأنهم لا يستطيعون حسم الأمر عسكرياً أو السيطرة على مصراتة.

ويعلم حفتر -يقول عبد المطلب- أن مصراتة الكتلة الأقوى بالمنطقة الغربية سواء في التعداد البشري أو التنظيمي، وأنها ستكون عصية، وما إن يقترب من مناطق مصراتة الإستراتيجية في صحراء بني وليد وسرت فسوف تتعرض قواته لضربات موجعة.

وتعاني مصراتة -وفق المحلل السياسي- من مشكلة الاختلاف حيث انقسمت لعدة فرق منها من لا يريد الدخول في معارك أخرى، غير أنه أشار إلى أن المدينة عندما استشعرت الخطر بدأت تلك الفرق في توحيد مواقفها وتأكيد أنها لن ترضى "بحكم العسكر".

وقال عبد المطلب إن قوات مصراتة قوية جداً وبإمكانها مواجهة قوات حفتر. ورغم الضعف الجوي لدى قوات مصراتة، ويرى أن المجتمع الدولي لن يسمح بضربها لأنها قوات حاربت الإرهاب وتعتبر حليفة للمجتمع الدولي.

وأشار إلى "تسريبات" بأن نائبة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا أبلغت حفتر في الإمارات بأن العاصمة والمدن القريبة منها خط أحمر. واستبعد المحلل السياسي الاصطدام بين القوتين قائلا إن حفتر يعلم أن تحركه نحو مصراتة سيدفع قوات من مناطق أخرى لدعم مصراتة، مثل الزاوية وتاجوراء وطرابلس وزوارة والزنتان. 

المصدر : الجزيرة