انتخابات تكميلية بالكويت والإسلاميون يأملون في تعويض خسارتهم

المرشح المحسوب على السلف عمار العجمي
المرشح المحسوب على التيار السلفي عمار العجمي ينافس في الدائرة الثالثة (الجزيرة نت)

محمود الكفراوي-الكويت

تشهد الكويت السبت انتخابات تكميلية على مقعدين في كل من الدائرتين الثانية والثالثة، لانتخاب عضوين في مجلس الأمة خلفا للنائبين السابقين وليد الطبطبائي من التيار السلفي وجمعان الحربش المنتمي للحركة الدستورية الإسلامية (حدس).

وأعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في جلسة 30 يناير/كانون الثاني الماضي، خلو المقعدين على خلفية إصدار محكمة التمييز حكما في 8 يوليو/تموز من العام الماضي، بحبس كل منهما ثلاث سنوات وستة أشهر، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"اقتحام المجلس" التي جرت أحداثها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

وكلف مجلس الوزراء الكويتي في جلسة 4 فبراير/شباط الماضي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح، باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء الانتخابات التكميلية في الدائرتين.

وأعلنت وزارة الداخلية في السادس من الشهر الماضي فتح باب الترشح، ويتنافس في الاقتراع التكميلي 61 مرشحا: 26 بينهم امرأة واحدة في الدائرة الثانية، و35 بينهم أربع نساء في الثالثة.

‪تجمع بمدينة الكويت في إطار الحملات التي تسبق الانتخابات التكميلية‬ (الجزيرة نت)
‪تجمع بمدينة الكويت في إطار الحملات التي تسبق الانتخابات التكميلية‬ (الجزيرة نت)

انحسار المنافسة
ويتوقع المحللون أن يؤدي وجود مقعد واحد في الدائرة إلى قلة عدد المشاركين وانحسار المنافسة الفعلية بين مرشحين أو ثلاثة في كل دائرة، مقارنة بالوضع الطبيعي للانتخابات الذي يشهد منافسة على عشرة مقاعد في كل دائرة من الدوائر الخمس على مستوى البلاد.

وبالرغم من تلك التوقعات تكتسب الانتخابات التكميلية هذه المرة خصوصية، مرجعها إلى رغبة كلا التيارين السياسيين تعويض خسارتهما، ولا سيما في ظل حالة الغضب التي صاحبت إسقاط عضوية النائبين بعد فترة من رفض البرلمان إسقاط تلك العضوية.

وتشير معلومات متداولة إلى وجود ما يشبه الاتفاق الضمني بين الإخوان والسلفيين على تبادل الأصوات في الدائرتين لضمان نجاح مرشح الحركة الدستورية في الدائرة الثانية حمد المطر، والمرشح المدعوم من السلفيين عمار العجمي في الدائرة الثالثة.

وكالعادة لم تخل الانتخابات من المشاكل التي يواجهها التيار السلفي في مثل هذه الأحداث، وهي تبدو هذه المرة أكثر وضوحا بسبب وجود منافسة داخلية قوية بين المنتمين للتيار الواحد على مقعد الدائرة الثالثة، بعد إصرار المحامي أنور الطبطبائي -شقيق النائب السابق وليد الطبطبائي- على استمرار ترشحه بغية تعويض مقعد شقيقه بالرغم من محاولات دفعه للتراجع.

في الجهة المقابلة، تبدو الفرصة سانحة لممثلي الطائفة الشيعية للظفر بأحد المقعدين في ظل وجود مرشحين أبرزهم أحمد الحمد في الثانية وهشام الصالح في الثالثة، والحال نفسه بالنسبة للتيار الليبرالي الذي يترشح ممثلان عنه في الدائرتين.

وحفلت الساعات الماضية بتجاذبات انتخابية، كان أبرزها المشادة التي شهدتها إحدى الديوانيات مساء الأربعاء بين النائب السابق عبد الرحمن العنجري -وهو عضو في برلمان 2012 ومرشح في الانتخابات التكميلية الحالية- الذي انتقد مواقف الحركة الدستورية أثناء استجواب تقدم به وقتها، وبين مرشح الحركة حمد المطر الذي رد عليه بأن مواقف العنجري تغيرت كثيرا بين الأمس واليوم.

ويؤكد المحلل السياسي عبد الرزاق الشايجي أن أهم ما تتصف به الانتخابات التكميلية أنها تأتي باهتة لذا تكون المشاركة فيها متدنية، متوقعا ألا تتجاوز نسبة المشاركة حاجز 30%.

‪جلسة سابقة لمجلس الأمة الكويتي‬ (الجزيرة)
‪جلسة سابقة لمجلس الأمة الكويتي‬ (الجزيرة)

حظوظ المتنافسين
ويؤكد الشايجي للجزيرة نت أن حظوظ مرشح الحركة الدستورية حمد المطر مرتفعة في الدائرة الثانية، لعدم وجود منافسة معه من منتمين للتيار الإسلامي مما يضمن له الحصول على جميع أصوات المنتمين للتيار، على عكس الوضع في الدائرة الثالثة التي يترشح فيها اثنان من أبناء التيار السلفي إضافة إلى مرشح ثالث هو عبد الله الكندري الذي يصنف على أنه مرشح محافظ، وجميعهم يعتقد أن بإمكانهم الفوز بالمقعد.

بدوره يؤكد المرشح المحسوب على التيار السلفي عمار العجمي أن تنافس المرشحين في كلا الدائرتين على مقعد واحد في كل منهما يزيد الانتخابات حدة وتنافسية، لكنه يتفق في الوقت ذاته مع من يتوقعون تدني المشاركة الانتخابية، مطالبا الجميع بضرورة الإدلاء بأصواتهم كونه حق للوطن قبل أن يكون لمصلحة المرشحين أنفسهم.

ويؤكد العجمي للجزيرة نت أن التنسيق -سواء فيما بين التيارات الإسلامية أو فيما بينها وبين باقي التيارات السياسية- أمر قائم ومشروع منذ عرفت البلاد الانتخابات.

ويرى العجمي أن الساحة مفتوحة للجميع، سواء للمرشح أنور الطبطبائي أو غيره ممن يرون في أنفسهم القدرة والكفاءة على تمثيل التيار الإسلامي، ليبقى القرار في النهاية للناخب الذي يحدد من يمثله.

المصدر : الجزيرة