تحت ستار الغبار والدخان.. هجومان مضادان لتنظيم الدولة شرق الفرات بسوريا

استغل تنظيم الدولة الإسلامية عاصفة من الغبار وسحب دخان ليشن هجومين مضادين على قوات سوريا الديمقراطية بالمربع الأخير المحاصر داخله بأطراف قرية الباغوز السورية شرق نهر الفرات، بينما واصل التحالف الدولي قصف مواقع التنظيم بعنف.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد ميداني في القوات التي تهمين عليها وحدات حماية الشعب الكردية، أن مقاتلي التنظيم هاجموا اليوم الأربعاء في الصباح والظهر مستفيدين من الغبار وأعمدة الدخان المتصاعدة من المخيم الموجود بالمنطقة المحاصرة، والذي يتعرض لغارات التحالف الدولي.

وقال القيادي الميداني إن الهجوم الثاني كان أقوى، في حين وصفه قيادي آخر بأنه بمثابة "اللحظات الأخيرة" للتنظيم، بينما أكد المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أنه تم صد الهجومين، وأن التنظيم لم يحرز أي تقدم.

وبالتزامن، قالت مصادر للجزيرة إن طائرات التحالف الدولي شنت منذ مساء الثلاثاء عشرات الغارات على مواقع التنظيم في أطراف قرية الباغوز.

وكان المتحدث باسم القوات الكردية السورية مصطفي بالي تحدث أمس عن إحباط هجمات انتحارية وقتل الانتحاريين قبل أن يفجروا أنفسهم.

وبعد ليلة شهدت قصفا جويا عنيفا، اندلعت صباح اليوم اشتباكات عنيفة بالتزامن مع الهجوم المضاد الأول لتنظيم الدولة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن قيادي ميداني بقوات سوريا الديمقراطية أن أربعة من عناصرها قتلوا في مواجهات الصباح.

وقبل هذه الجولة الجديدة من المواجهات، كان قادة ميدانيون بالوحدات الكردية تحدثوا عن نهاية وشيكة لما يصفونه بالهجوم الحاسم على التنظيم في المساحة الصغيرة المتبقية له شرق نهر الفرات، التي تقل عن كيلومتر مربع، وتضم أراضي زراعية وبضع دور سكنية بريف دير الزور الشرقي على مقربة من الحدود مع العراق. 

وأشار المتحدث باسم القوات الكردية أمس إلى استسلام ثلاثة آلاف من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم دفعة واحدة، لكن مصادر أخرى قالت إن نحو 200 فقط من المقاتلين كانوا بين من خرجوا من المنطقة المحاصرة التي يعتقد أن فيها أنفاقا ومخابئ محصنة تحت الأرض، فضلا عن زرع عدد كبير من الألغام فيها.

وفي حين بات مهددا بخسارة آخر معاقله الحضرية في سوريا، نشر تنظيم الدولة مساء الاثنين تسجيلا مصورا بعنوان "معاني الثبات من الباغوز" حث فيه المحاصرين على التحمل، وندد فيه بما اعتبرها حربا ظالمة ضده، وقال إنه ربما خسر معركة ولم يخسر الحرب كلها.

يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت هجومها على معاقل التنظيم شرق الفرات في سبتمبر/أيلول الماضي، ومنذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي نزح من المنطقة نحو ستين ألفا بينهم بضعة آلاف من عناصر تنظيم الدولة، وفق قادة الوحدات الكردية.

المصدر : الجزيرة + وكالات