أعلن مجلس الوزراء المصري اليوم الاثنين وجود ثلاثة علماء مصريين ضمن ضحايا تحطم الطائرة الإثيوبية المنكوبة، وهم من بين ستة مصريين لقوا حتفهم في الحادث.
اختارت إثيوبيا إحدى الدول الأوروبية لإرسال الصندوقين الأسودين لطائرة "بوينغ 737 ماكس 8" المنكوبة لتحليل محتوياتهما، في حين تطول لائحة الدول وشركات الطيران التي تمنع تحليق هذا الطراز من الطائرات الأميركية الصنع.
مخاوف
وفي إطار المخاوف التي انتابت قطاع الطيران بعد كارثة الطائرة الإثيوبية، أعلنت 48 دولة، بينها سبع دول عربية، حتى عصر اليوم تعليق استخدام طائرات بوينغ 737 ماكس 8 في إجراءات احترازية مؤقتة، لحين التأكد من صلاحية الطراز، كما منعت من التحليق في الأجواء الفرنسية والبريطانية والألمانية.
وحظرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية من الأجواء الأوروبية كل رحلات ماكس 8، وماكس 9 المتوجهة إلى الاتحاد الأوروبي أو المنطلقة منه أو بين دوله، إن كانت مشغلة من طرف أوروبي أو من طرف ثالث.
وقبل أوروبا، أطلقت آسيا الهجوم على طائرات بوينغ، لتمنعها من التحليق أو تعلق العمل بها كل من أستراليا وسنغافورة والصين التي تسلمت 76 طائرة من هذا الطراز.
ومنعت الهند ونيوزيلندا ومصر ولبنان أيضا تحليق تلك الطائرات في أجوائها. كما قررت عشرات شركات الطيران من بينها الخطوط الإثيوبية وقف العمل بطائراتها من طراز 737 ماكس 8.
ومنع التحليق الأخير الذي لحق بشركة بوينغ هو ضربة محرجة للشركة وغير مسبوقة بتاريخ الطيران المدني. ومع ذلك، ليس من المفترض أن يؤثر هذا المنع في حركة الطيران العالمية.
ويوجد 19 ألف طائرة من عائلة بوينغ في الخدمة على المستوى العالمي بحسب بيانات شركة "إيرباص".
ويبدي العاملون في المجال الجوي والمسافرون الأميركيون بعض القلق مع رفض العديد منهم السفر على متن تلك الطائرة. وشجعت نقابة العاملين في المجال الجوي التي تمثل موظفي شركة "أميركان إيرلانز"، أعضاءها على عدم الصعود على متن طائرة 737 ماكس 8 إذا لم يشعروا بأن الأمر آمن.
ورغم الضغط الدولي الهائل، ترفض الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات مماثلة. وطائرة 737 ماكس 8 التي وضعت في الخدمة قبل عامين، هي النسخة المحدثة من بوينغ 737 الأكثر مبيعا، وهي أساسية في مبيعات بوينغ الرائدة في القطاع الصناعي الأميركي.
وقالت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية في بيان الثلاثاء إنه "حتى الآن، لم تظهر مراجعتنا وجود مشكلات أداء هيكلية في الطائرة ولم توفر أساسا لمنع العمل بها".
وباختيارها عدم منع طائراتها بوينغ 737 ماكس 8، تدير إدارة الطيران الفدرالية ظهرها إلى الانتقادات المتعلقة بهذا الملف الحساس بالنسبة للإدارة الأميركية، فهو يدخل في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.
وحتى اللحظة، لم تطلب إدارة الطيران الفدرالية سوى بضعة تعديلات متعلقة بالأنظمة الآلية الخاصة بالطائرة مثل نظام التثبيت، في حين حث العديد من النواب الأميركيين من جمهوريين وديموقراطيين هذه الإدارة إلى تطبيق مبدأ الوقاية.