انسحاب بوتفليقة.. رفض بالشارع الجزائري وخلاف بين السياسيين

تظاهر الآلاف الثلاثاء في أنحاء الجزائر رافضين إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح، كما يتواصل الجدل السياسي بين رافضي ومؤيدي قرارات الرئيس.

وتجمع آلاف الطلاب وسط العاصمة ومدن أخرى مرددين شعار "طلبة صامدون للتمديد رافضون"، كما استبدلت لافتات رفض الولاية الخامسة التي تراجع عنها بوتفليقة لتحل محلها لافتات كتب عليها رقم "4+"، وتم شطبه، دلالة على رفض تمديد الولاية الرابعة، كما ظهرت لافتة كبيرة كتب عليها "يجب إنقاذ الشعب وليس النظام".

وتنقل الطلاب في مسيرات بين ساحتي البريد المركزي ومريس أودان بالعاصمة، حيث انتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة دون أن تتدخل، وهتف الطلاب "سلمية، سلمية"، و"أيها الشرطي انزع قبعتك والتحق بنا".

وشهدت ولايات أخرى مظاهرات طلابية بمشاركة الأساتذة وتجمعات في الكليات، كما في قسنطينة (شرق) حيث تظاهر نحو ألف طالب، وفي بجاية حيث كانوا عدة آلاف، وتم تداول مقاطع فيديو لمسيرات طلابية في تيزي أوزو والبويرة المتجاورتين بمنطقة القبائل.

وذكرت قناة النهار التلفزيونية أن العمال بدؤوا إضرابا أصاب ميناء بجاية المطل على البحر المتوسط بالشلل.

وبدأ التحضير لمظاهرة كبيرة الجمعة المقبل عبر مواقع التواصل، وبدأ انتشار وسم "لا للتحايل على الشعب".

‪مظاهرة حاشدة وسط العاصمة اليوم‬ (رويترز)
‪مظاهرة حاشدة وسط العاصمة اليوم‬ (رويترز)

جدل سياسي
وقال بوتفليقة في خطاب مكتوب للشعب الجزائري مساء الاثنين إن الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة بعد أسبوع ستؤجل إلى ما بعد انعقاد ندوة وطنية مستقلة تحت الإشراف الحصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة، كما تعهّد بتسليم مهامه للرئيس الذي سيختاره الشعب.

وأثارت هذه القرارات جدلاً قانونيا ودستورياً؛ ففي حين رأى بعض القانونيين أنه استعان بالمادة 107 من الدستور التي تتيح له صلاحية إعلان الحالة الاستثنائية، رفض آخرون فكرة إقرار الحالة الاستثنائية لأن البلاد تعيش ظروفا عادية.

واعتبرت حركة مجتمع السلم (حزب معارض) أن ما أعلنه بوتفليقة "لا يرقى إلى طموحات الشعب الجزائري الذي خرج بالملايين (…) يطالب بتغيير فعلي". كما رفض حزب "طلائع الحريات" "التمديد للرابعة بدون ترخيص أو إذن أو موافقة من الشعب".

كما اعتبر الناشط الجزائري عبد الوكيل بلام قرارات بوتفليقة التفافاً حول مطالب الحراك الشعبي وانقلاباً عيها، وقال في حديث للجزيرة إن الشارع سيقاوم ذلك باستمراره في الحراك.

في المقابل، رحب الحزبان الحاكمان؛ جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي بانسحاب بوتفليقة، واعتبراه "استجابة لطموحات الشعب الجزائري".

من جانبه، قال الإعلامي الجزائري عمار بن جدة للجزيرة إن بيان بوتفليقة استجاب لمطالب الشارع، وقال إن هناك أطرافا تريد تحقيق مصالحها الخاصة برفضه.    

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرحب بقرار بوتفليقة، ودعا إلى "مرحلة انتقالية بمهلة معقولة"، وقال "أحيي قرار الرئيس بوتفليقة الذي يفتح صفحة جديدة" في التاريخ الجزائري، كما "أحيي تعبير الشعب الجزائري، لا سيما الشباب، بكرامة عن تطلعاته ورغبته في التغيير، ومهنية قوات الأمن".    

ولم يتقبل المتظاهرون الموقف الفرنسي، ورفعوا اليوم لافتات كُتب عليها "يا فرنسا أخرجنا الاستعمار وحدنا وهزمنا الإرهاب وحدنا وسنهزم النظام وحدنا".

وفي الأثناء، أفادت مصادر مطلعة بأن الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي سيرأس مؤتمرا عن المستقبل السياسي للبلاد كان قد اقترحه بوتفليقة، وبحضور ممثلين للمتظاهرين وشخصيات لعبت دورا بارزا في ثورة الاستقلال عام 1962.

المصدر : الجزيرة + وكالات