قطر تعمل على تعزيز وجودها بأفريقيا

A Qatar Airways A350 takes off from the Airbus headquarters in Toulouse on December 22, 2014. Airbus delivered its first next-generation A350-900 plane to Qatar Airways in a formal ceremony that kickstarts its bid to erode rival Boeing's dominance in the lucrative long-haul market. AFP PHOTO / REMY GABALDA
قطر حققت نجاحات في القارة الأفريقية (الفرنسية)

يقول الكاتب خالد إيغيه إن دولة قطر لم تتوقف عن تعزيز إستراتيجيتها الدولية منذ الحصار الذي فرض عليها، وإنها تعمل على تعزيز وجودها في أفريقيا.

ويضيف الكاتب في مقال نشرته مجلة جون أفريك الفرنسية أن قطر حققت بعض النجاحات التي أثبتت مدى مرونتها الاقتصادية في هذا السياق، وذلك بعد الحصار الذي فرضته عليها ثلاث دول خليجية هي السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، وذلك في يونيو/حزيران 2017.        

ويضيف أن من بين أكثر النقاط المدهشة وغير المسبوقة التي ركزت عليها إستراتيجية قطر الخارجية الجديدة ما يتمثل في النجاح الذي حققته الدوحة في القارة الأفريقية، والذي يجمع بين الاستثمارات والتبادلات الثقافية والنقل الجوي.

وفي الآونة الأخيرة، كشفت شركة قطر للبترول -التي تعتبر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم- عن اهتمامها بأفريقيا من خلال الاستثمار بكثافة في القارة السمراء حتى في الدول التي ليست لديها موارد طاقية واضحة، وفي موزمبيق، تتعاون شركة قطر للبترول مع نظيرتيها الأميركية "إكسون موبيل"، والروسية "روس نفط".

قطر للبترول 
ومنذ فبراير/شباط 2018 استحوذت قطر للبترول على 25% من المنطقة البحرية للتنقيب في جنوب أفريقيا التي تستغلها شركة "توتال" الفرنسية، ولكن دون اكتشاف أي محروقات.

وفي الكونغو، أصبح القطريون يمتلكون نحو 15% من الشركة الفرعية التابعة لتوتال.

ويشير الكاتب إلى أن هذه الاستثمارات تؤكد مدى ثقة القطريين بالقارة الأفريقية رغم الرهانات التي تطرحها، لكن قطر لا تستثمر بهذه الصفة المفرطة فقط في مجال الإمكانات الهيدروكربونية العالية، بل تراهن أيضا على القاطرة الاقتصادية لأفريقيا مثل ساحل العاج، الدولة التي وعد السفير القطري الجديد جابر جار الله مسعود في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي بـ"بعث استثمارات مهمة" فيها في مجال البنية التحتية والتربية والرياضة.

ويضيف الكاتب أن من المتوقع أن يتم تعزيز التعاون بين البلدين في أعقاب الزيارات الرسمية بين مسؤولي قطر وساحل العاج.  

ويظهر الاهتمام القطري بالقارة السمراء في الجو أيضا، خاصة منذ الحصار، فقد بدأت شركة الخطوط الجوية القطرية في البحث عن خطوط جوية بديلة بعد حرمان طائراتها من التحليق فوق السعودية والإمارات.

الخطوط القطرية
وقد أعلن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن أن الشركة عوضت فقدانها لعدة طرق جوية بـ24 خطا جديدا، أغلبها تتجه نحو أفريقيا.

وستفتتح الشركة خطا جويا قريبا مع كل من كينيا وغانا ونيجيريا، وهو ما يمثل أخبارا سارة بالنسبة لكل من قطر وهذه الدول الأفريقية التي تنمو بقوة.

وأكد أكبر الباكر أن "أفريقيا تمتلك إمكانيات ضخمة، إلا أنها تعاني نقصا في الخدمات، وتعتبر القارة السمراء القارة المقبلة التي ستشهد نموا، لذلك نعمل على تعزيز أنشطتنا فيها بأسرع وقت ممكن".

وعبر أكبر الباكر عن الاستعداد لاستقبال شركات الخطوط الجوية الأفريقية، وتقديم المساعدة والحوافز، ومن المنتظر أن تعزز الخطوط الجوية القطرية أسطولها الذي يضم أكثر من 230 طائرة بـ300 طائرة جديدة.

ويختتم الكاتب بأنه من المنتظر أن تحتضن الدوحة المهرجان الثقافي الأفريقي، حيث عبرت قرابة 20 دولة أفريقية عن مشاركتها لإمتاع الجمهور القطري بعروض وأنشطة تعكس مدى التنوع الثقافي للقارة السمراء.

المصدر : الجزيرة + جون آفريك