قصص في الظلام.. التحرش بالسجينات السعوديات

كيف تجمع السعودية بين الإسلام والتحرش بمعتقلات ناشطات؟
السجينات السعوديات يشتكين التحرش والجلد والصعق (الجزيرة)

وخلال ندوة في جنيف، قالت الناشطة الحقوقية لمياء فُضيلة إن السلطات السعودية تـدّعي الانفتاح والحفاظ على حقوق الإنسان، لكن أفعالها تُـفنّـد ذلك، في ظل اتساع ظاهرة تعذيب الناشطات والتحرش بهن.

وقدمت فُضيلة حالة المعتقلة لجين الهذلول وما تعرضت له من تعذيب بوصفها من الأمثلة على مصير المدافعات عن حقوق الإنسان.

وقد زار والدا لجين الهذلول ابنتهما في السجن وأخبرتهما بتعرضها للتعذيب والتحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والإغراق بالمياه وتهديدها بالاغتصاب والقتل.

وقال والدا لجين إنهما لاحظا آثار التعذيب على فخذيها الأمر الذي أكدته تحقيقات حقوقية وصحفية.

من جانبه، دعا حساب معتقلي الرأي السعودي على تويتر إلى إطلاق حملة للمطالبة بإطلاق سراح الناشطات المعتقلات في السعودية، بمن فيهم إيمان النفجان.

وقال الحساب في تغريدة إن هذه الدعوة تأتي في ظل ما كُشف عن تعرض الناشطة الحقوقية المعتقلة إيمان النفجان لتعذيب جسدي وتحرش جنسي.

محاولة تلميع
وفي العادة، تركز دوائر حقوقية أميركية وبعض أعضاء الكونغرس على سجل الانتهاكات السعودية ضد الناشطات اللاتي يقبع الكثير منهن في المعتقلات.

ويبدو أن السلطات السعودية تحاول نفي قمعها للنساء وإقصائهن من خلال تعيين سفيرة في واشنطن لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصب دبلوماسي بهذا المستوى.

لكن الخبيرة بمعهد بروكينغز بواشنطن تامارا ويتس علقت على الخطوة بالقول "غير مجد للمملكة السعودية أن ترسل امرأة للعمل سفيرة بواشنطن، فهذا لا ينفي حقيقة أن السعودية ما زالت تعتقل الكثير من النساء بسبب دعوتهن السلمية لتغيير أوضاعهن. أفرجوا عنهن أولا".

وفي وقت سابق طالبت هيئة بريطانية مستقلة بتمكينها من التحقيق في مزاعم وردت بشأن المعتقلات في السعودية وتشمل التعذيب والتحرش الجنسي وتهديد الناشطات المحتجزات بالاغتصاب والضرب والتهديد بالإعدام.

وتأمل الهيئة في جمع شهادات مباشرة من المعتقلات أثناء زيارة السعودية، كما أنها ترغب في مقابلة المسؤولين عن احتجاز المعتقلات السعوديات.

غرف التحرش
وقبل أشهر، كشفت وكالة رويترز أن سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي أشرف شخصيا على تعذيب ناشطة وهددها بالاغتصاب والقتل، في حين تولى مساعدوه تعذيب نساء أخريات والتحرش بهن.

وحينها، نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مجموعة من الرجال عذبوا تلك الناشطة وثلاث ناشطات أخريات من خلال التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد في الفترة بين مايو/أيار وأغسطس/آب الماضيين في منشأة احتجاز غير رسمية في جدة.

وأفاد مصدران بأن القحطاني كان داخل الغرفة عندما تعرضت إحدى المحتجزات للتحرش والصعق بالكهرباء. وأضافا أنه هددها بالتعرض للاغتصاب والقتل.

ووصفت المصادر المجموعة المؤلفة من نحو ستة رجال بأنها مختلفة عن المحققين المعتادين الذين رأتهم الناشطات من قبل، وقالت إنهم ينتمون للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز الذي كان القحطاني رئيسه في ذلك الوقت أو إلى جهاز أمن الدولة.

وأمس الخميس، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى تشكيل لجان تحقيق دولية في الانتهاكات التي تستهدف ناشطي حقوق الإنسان في السعودية ومصر، تُـفضي إلى تقديم المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية.

وقال علاء البرغوثي الباحث في المرصد إن انتهاكات حقوق الناشطين في هذه الدول تمثل انتهاكا للقانون الدولي.

المصدر : الجزيرة