فنزويلا.. ترامب يهدد ومادورو يحذر وغوايدو يحشد

Venezuelan President Nicolas Maduro's supporters' gathering in Caracas- - CARACAS, VENEZUELA - FEBRUARY 2: National Bolivarian Militia of Venezuela members march during a gathering organized by United Socialist Party of Venezuela (PSUV) to mark the 20th anniversary of Bolivarian Revolution led by Hugo Chavez, in Caracas, Venezuela on February 2, 2019.
المليشيات البوليفية الشعبية تنظم مسيرة تأييد لمادورو في العاصمة الفنزويلية (الأناضول)

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التلويح بالخيار العسكري في فنزويلا، لكن رئيسها نيكولاس مادورو حذره من تلطيخ يديه بالدماء وتصعيد "الجنون الأميركي"، في حين يواصل غريمه المعارض خوان غوايدو الحشد لتصعيد التظاهر مدفوعا بالدعم الأميركي والأوروبي.

وقال ترامب إن استخدام القوة العسكرية في فنزويلا ما زال خيارا متاحا للولايات المتحدة، في ظل تمسك مادورو بالسلطة.

وأضاف أن مادورو طلب عقد لقاء معه قبل عدة أشهر، وأنه رفض الاجتماع به أو التفاوض معه بشأن تقديم استقالته، بسبب التدهور الاقتصادي الذي شهدته فنزويلا خلال فترة رئاسة مادورو.
    
ولدى سؤاله أثناء مقابلة مع قناة "سي.بي.سي" الأميركية تم بثّها اليوم الأحد، عما سيدفعه للجوء إلى الجيش، قال الرئيس الأميركي في البداية إنه لا يريد التحدث عن الأمر، إلا أنه تدارك وقال "لكن هذا بالطبع خيار".

جانب من أنصار مادورو يعبرون عن تاييدهم له في العاصمة كراكاس (الأناضول)
جانب من أنصار مادورو يعبرون عن تاييدهم له في العاصمة كراكاس (الأناضول)

تحذيرات مادورو
في المقابل قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه إذا واجه ترامب فسيقول له "توقف.. أنت ترتكب أخطاء ستلطخ يديك بالدماء"، معتبرا أن الإدارة الأميركية "ترغب في العودة إلى القرن العشرين الذي كانت فيه حكومات المنطقة ترضخ لها".

وأكد مادورو في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسبانية اليوم أن أميركا اللاتينية ودول الكاريبي "لا يمكن أن تكون الحديقة الخلفية للولايات المتحدة".

وبخصوص المهلة التي ستنتهي يوم 5 فبراير/شباط الجاري، والتي منحتها دول أوروبية له لإجراء انتخابات رئاسية، وإلا ستعترف برئيس البرلمان خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، قال مادورو "لا نقبل إنذارا من أحد"، وجدد استعداده للحوار القائم على الاحترام من أجل استقلال بلاده.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت فنزويلا تتجه إلى حرب أهلية، قال "لا يمكن لأحد اليوم تقديم إجابة قاطعة على هذ السؤال.. كل شيء يعتمد على مستوى العدائية والجنون لدى الإمبراطورية الشمالية (الولايات المتحدة) وتحالفها الغربي". 

وأضاف "نحن نعيش في بلدنا بشكل بسيط، ولا نريد لأحد أن يتدخل في شؤوننا، ونقوم باستعداداتنا للدفاع عن بلدنا"، وتابع أن الشعب الفنزويلي منظم للدفاع عن نفسه، مشيرا إلى أنه أصدر تعليمات لإنشاء 50 ألف وحدة دفاعية من المواطنين الذين تلقوا تدريبا عسكريا، وأن المواطنين يعرفون ماذا يفعلون وأين يذهبون في حال اندلاع نزاع محلي أو إقليمي أو دولي.

وأنصار غوايدو يتظاهرون أيضا (الأناضول)
وأنصار غوايدو يتظاهرون أيضا (الأناضول)

غوايدو يحشد
مدفوعا بالدعم الأميركي والغربي له، أعلن غوايدو (35 عاما) من منصة أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كراكاس، أن فبراير/شباط الجاري سيكون "حاسما" لطرد مادورو من السلطة، وقال "سنواصل التحرك في الشوارع إلى أن نصبح أحرارا، إلى أن ينتهي اغتصاب" السلطة، ورد الحشد "نعم هذا ممكن".
    
ودعا غوايدو أنصاره إلى مواصلة الضغوط في مظاهرة جديدة "يوم الشباب في فنزويلا" الموافق ليوم 12 من الشهر الجاري، كما أعلن عن تعبئة أخرى لتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة، دون مزيد من التفاصيل.

أوروبا تؤيد
في هذه الأثناء، أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورئيس أورغواي تاباريه فاسكيز أن أول لقاء لمجموعة الاتصال الدولية التي شكلها الاتحاد لدعم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا سيعقد يوم 7 فبراير/شباط الجاري في مونتيفيديو.
 
وتضم المجموعة ممثلين عن ألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وهولندا، والمملكة المتحدة، والسويد، بالإضافة إلى بوليفيا، وكوستاريكا، والإكوادور، وأورغواي من أميركا اللاتينية.
 
وفي باريس وصفت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو اقتراح مادورو تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة بأنه "مهزلة"، وطلبت منه تعهدا بتنظيم اقتراع رئاسي وإلا فإن باريس ستعترف بخصمه غوايدو رئيسا بالوكالة.

وفي موقف مشابه قال المستشار النمساوي سباستيان كورتس إن بلاده ستعترف بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا إذا لم يستجب مادورو لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.

وكتب كورتس على تويتر "أجريت للتو اتصالا هاتفيا جيدا للغاية مع الرئيس غوايدو.. نمنحه دعمنا الكامل لاستعادة الديمقراطية في فنزويلا"، مضيفا أن الشعب الفنزويلي يعاني منذ فترة طويلة من سوء الإدارة والاستخفاف بالقانون تحت حكم مادورو.
 
تركيا تعارض
على النقيض قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الدول التي اعترفت بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا "تؤجج مشكلات البلد وتعاقب الملايين من سكانه".
 
وقال جاويش أوغلو اليوم الأحد للصحفيين في إسطنبول "كان لزاما على البلدان التي تساند غوايدو أن تدفع -بدلا من ذلك- في سبيل إجراء مفاوضات لحل أزمة فنزويلا، فعندما تقع مشكلة في بلد ما، تكون هناك شرارة يمكن أن تتحول إلى حريق في أي وقت. وفي هذه الحالة، كان لزاما على البلدان المؤيدة لغوايدو  المساهمة في حل المشكلة عبر الحوار".

وأضاف "لكن هل هكذا تعاملت مع الأمور؟ لا.. على النقيض، جرى تأجيج الوضع من الخارج.. هذا المنهج يعرض شعب فنزويلا للعقاب".

وذكر الوزير التركي أن بلاده "حاولت العام الماضي تدشين محادثات بشأن فنزويلا بين واشنطن ودول أميركا اللاتينية، واليوم لم تسع للحوار أيٌّ من تلك الدول التي اتخذت هذه الخطوات ضد فنزويلا".

المصدر : وكالات