هل ضمن الروس قروض ترامب لدى بنك دويتشه الألماني؟

U.S. President Donald Trump announces a deal to end the partial government shutdown as he speaks in the Rose Garden of the White House in Washington, U.S., January 25, 2019. REUTERS/Kevin Lamarque
دويتشه بنك تعهد لمحققي الكونغرس الأميركي بتقديم إجابات واضحة عن معاملاته المالية المثيرة للجدل مع ترامب (رويترز)

ذكر تقرير للقناة الأولى شبه الرسمية بالتلفزيون الألماني (أيه أر دي) أن تحقيقات يجريها الكونغرس الأميركي حاليا أصبحت تشتبه في تقديم جهات روسية ضمانات لقروض ضخمة حصل عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل وصوله لمنصبه، وذلك من مصرف دويتشه بنك الألماني.

وتعرض التقرير -الذي نشرته القناة الألمانية على موقعها الرسمي- إلى نتائج جديدة توصلت إليها تحقيقات لجنتي الرقابة المالية والاستخبارات بالكونغرس، وذلك حول خلفيات حصول ترامب وأسرته وشركته على قروض بقيمة ملياري دولار طوال 18 عاما سبقت وصوله لسدة الرئاسة الأميركية.

وحسب التقرير، فإن السؤال الذي يسعى المحققون الأميركيون للحصول على إجابة عنه هو: كيف تمكن ترامب رغم كونه مستثمرا "محروقا وغير موثوق فيه" لدى المصارف الأميركية من الحصول لسنوات طويلة على القرض تلو الآخر، وبلا ضمانات، من أكبر بنوك ألمانيا؟

ونقل تقرير قناة "أيه أر دي" عن المحقق الصحفي الأميركي في القضايا المالية ديفيد أندريش تأكيده أن إقراض دويتشه بنك ملياري يورو إلى ترامب رغم شهرته كمستثمر عاجز عن السداد وخدمة ديونه؛ يعد من الخطوط الحمراء غير المسموح بحدوثها في البنوك الأخرى، وأضاف أنه لولا المصرف الألماني لما تمكن ترامب -ربما- من الوصول للبيت الأبيض.

المقر الرئيسي لمصرف دويتشه بنك في فرانكفورتر عاصمة المال والأعمال بأوروبا (الجزيرة)
المقر الرئيسي لمصرف دويتشه بنك في فرانكفورتر عاصمة المال والأعمال بأوروبا (الجزيرة)

مستثمر عاجز
هل أراد دويتشه بنك تعزيز وجوده في الولايات المتحدة من خلال تعاونه المالي مع شخصية مشهورة بمنهاتن مثل ترامب؟ أو هل بني هذا التعاون على سذاجة من جانب المصرف الألماني؟ أو أنه جاء لأسباب أخرى؟

يقول التقرير إن لجنتي المالية والاستخبارات بالكونغرس اللتين وصل الديمقراطيون لرئاستهما تسعيان بتحقيقهما للإجابة عن هذه الأسئلة، ونقل عن رئيسة لجنة المالية ماكسينا ووترز استغرابها من قوة واستمرار العلاقة التجارية لدويتشه بنك مع ترامب حتى الآن بشكل لم يكن له مثيل مع أي مصرف آخر.

وذهب رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس آدم شيف خطوة أبعد؛ فتساءل إن كان لاتهام المصرف الألماني بغسل الأموال في روسيا علاقة بتعاونه التجاري مع الرئيس الأميركي؟

ووفق تقرير القناة الألمانية الأولى، فإن وجود حلقة مفقودة بين غسل الأموال في روسيا وحملة دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة؛ قاد المحققين الأميركيين لسؤال رئيسي: هل تقف روسيا خلف التعاملات المالية لدونالد ترامب مع دويتشه بنك؟

ضمانات قروض
ولفت التقرير إلى أن القول الفصل في المسكوت عنه في قصة الرئيس الأميركي المثيرة للشكوك مع البنك؛ ستحدده الضمانات التي قدمها ترامب لديونه، ونسب إلى الخبير الأميركي أندريش تأكيده أن الأوراق الرسمية تثبت أن هذه الضمانات لم تكن كافية للحصول على هذه القروض الضخمة.

وقال أندريش إن إثبات صحة ما يتخوف منه المحققون البرلمانيون الأميركيون من تقديم الحكومة الروسية، أو مصارف مرتبطة بها، أو رجال أعمال روس من طبقة الأوليغارش المتنفذة؛ ضمانات لقروض ترامب لدى دويتشه بنك، سيؤدي -على الأقل- للكشف عن أزمة مصالح تعني أن الرئيس الأميركي في قبضة البنك الألماني، أو أن البنك بات بقبضة ترامب الذي تحول من مقترض لصاحب سلطة تمكنه من فرض قواعده الخاصة للعب.

وخلص تقرير القناة الألمانية الأولى إلى أن محققي الكونغرس الأميركي باتوا عازمين على تعميق تحرياتهم حول أبعاد العلاقة المثيرة للشكوك بين دونالد ترامب والمصرف الألماني.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الألمانية