بدء الفرز بانتخابات نيجيريا ومؤشرات لنتائج متقاربة

بدأ فرز الأصوات في الانتخابات العامة التي أجريت اليوم السبت في نيجيريا، وشهدت منافسة حادة بين الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري ومرشح المعارضة عتيق أبو بكر، في حين شابت الانتخابات أعمال عنف متفرقة أوقعت عديد القتلى.

وانطلقت عمليات الفرز جزئيا في العاصمة الإدراية أبوجا والعاصمة الاقتصادية لاغوس ومدن أخرى، في حين كانت أعداد من الناخبين لا تزال تنتظر في طوابير داخل مراكز الاقتراع بحلول موعد إغلاق الصناديق.

وأظهرت نتائج بعض المراكز التي جرى الفرز فيها مبكرا تقاربا في عدد الأصوات بين بخاري وأبو بكر، فيما أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن الأخير خسر بواقع 186 صوتا مقابل 167 صوتا في مكتب الاقتراع الذي أدلى فيه بصوته بمسقط رأسه في مدينة يولا ولاية أداماوا (شمال شرق).

ودعي نحو 73 مليون ناخب مسجلين -من مجموع سكان نيجيريا البالغ عددهم 190 مليونا- للتصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كان يفترض أن تتم قبل أسبوع لكن مفوضية الانتخابات أرجأتها لأسباب لوجستية.

وخاض السباق الرئاسي أكثر من سبعين مرشحا، لكن المنافسة انحصرت بين الرئيس الحالي محمد بخاري (76 عاما) مرشح "مؤتمر كل التقدميين" الحاكم، وعتيق أبو بكر (72 عاما) نائب الرئيس السابق ورجل الأعمال ومرشح الحزب الشعبي الديمقراطي المعارض، وكلا الرجلين من قبيلة الهوسا في الشمال الذي يضم أغلبية مسلمة.

أما الانتخابات التشريعية فستفضي لاختيار أعضاء مجلس النواب وعددهم 360، وأعضاء مجلس الشيوخ وعددهم 109.

وزيادة على أغلبية الأصوات، يتعين للفوز بمنصب الرئيس أن يحصل المرشح على 25% من الأصوات في ثلثي الولايات الـ36، وفي العاصمة أبوجا وألا يتم اللجوء إلى جولة ثانية الأسبوع المقبل، ويفترض إعلان النتائج خلال يومين.

وقال مراسل الجزيرة فضل عبد الرزاق إن عمليات الفرز الجزئية في بعض مراكز التصويت في العاصمة أبوجا أظهرت تقاربا كبيرا بين بخاري وأبو بكر، مضيفا أن التصويت تم بسلام في معظم مناطق نيجيريا.

وفي تصريحات لهما خلال إدلائهما بصوتيهما شمالي نيجيريا عبر كلا المرشحين عن ثقته في الفوز بانتخابات الرئاسة، وكانا قد تبادلا قبل ذلك اتهامات بالتحضير لتزوير النتائج.

‪فرز الأصوات في مركز اقتراع في بورت هاركورت‬ (الأوروبية)
‪فرز الأصوات في مركز اقتراع في بورت هاركورت‬ (الأوروبية)

عنف وإخلالات
وعلى الرغم من أن التصويت عموما جرى بشكل جيد في معظم أنحاء نيجيريا فقد سجلت إخلالات شملت التأخير في فتح بعض المكاتب، وتعطل آلات التصويت الإلكتروني.

وقد مدت مفوضية الانتخابات فترة التصويت في بعض الولايات التي شهدت تأخيرا في فتح مكاتب الاقتراع. كما سجلت في مدن بينها لاغوس محاولات ترهيب للناخبين كي يصوتوا لمرشح بعينه، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وتحدثت الوكالة أيضا عن اعتداءات شملت حرق بطاقات تصويت وبعض صناديق الاقتراع، فضلا عن أعمال عنف متفرقة جنوبي البلاد وشمالها. بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تجمع منظمات مدنية نيجيرية أن 16 شخصا قتلوا اليوم بينهما عضو في حزب بخاري وشقيه قتلا بولاية ريفرز جنوبي البلاد.

وكانت هناك مخاوف من اضطرابات أمنية خلال الانتخابات على الرغم من تطمينات الرئيس المنتهية ولايته.

وفي ولاية بورنو (شمال شرقي نيجيريا) -وتحديدا في مدينة مايدوغوري– شن مسلحون من جماعة بوكو حرام هجوما على موقع للجيش بالمدينة قبيل فتح مراكز الاقتراع.

وبعد تداول أنباء عن انفجارات هزت المدينة صباحا سارعت السلطات إلى نفيها، لكنها أقرت لاحقا بشن مسلحي بوكو حرام هجوما صاروخيا.

وأفاد مراسل الجزيرة فضل عبد الرزاق بأن الهجوم تلته اشتباكات أسفرت عن مقتل جندي نيجيري وأربعة من المهاجمين، مشيرا إلى وقوع انفجارات نتجت عن القصف الذي نفذته جماعة بوكو حرام التي تنشط في ولاية بورنو ومناطق مجاورة لها.

المصدر : الجزيرة + وكالات