صحيفة ألموندو: بن سلمان يحاول بزيارة آسيا دفن شبح خاشقجي

Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman poses for camera with the Chinese Ambassador to Saudi Arabia Li Huaxin during a visit to Great Wall of China in Beijing, China February 21, 2019. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
ولي العهد السعودي والسفير الصيني لي هواشين لدى السعودية خلال زيارة محمد بن سلمان لسور الصين العظيم (رويترز)

يقول الكاتب خافيير إسبينوسا إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى للرد على الانتقادات التي واجهها من الغرب، وذلك عن طريق البحث عن تحالفات في الصين وباكستان، وليتخلص من شبح جمال خاشقجي.

ويضيف الكاتب -في مقال نشرته صحيفة "ألموندو" الإسبانية- أن محمد بن سلمان وصل الصين بعد زيارته باكستان والهند، وذلك في محاولة للبحث عن تحالفات جديدة في آسيا، في ظل الانتقادات التي أُثيرت ضده جراء جريمة القتل الوحشية للصحفي السعودي خاشقجي.

ويشير إلى أن الوفد المرافق لمحمد بن سلمان يتكون من العديد من كبار المسؤولين من شركة النفط السعودية أرامكو -أكبر شركة نفط في العالم- التي وقّعت عقدا مع مجموعة نورينكو الدفاعية الصينية لإنشاء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات في مدينة بانجين الصينية، وذلك باستثمار يقدر بنحو عشرة مليارات دولار.

ويضيف الكاتب أن السعودية لم تتردد في الإشارة إلى البترودولار، في محاولة لرأب صورة البلاد، التي تضررت كثيرا على خلفية الكشف عن كيفية تنفيذ عملية قتل خاشقجي، مشيرا إلى أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح صرح بأن "بلاده تتمتع برأس مال كبير وتحتاج إلى إيجاد أماكن مربحة لاستخدامها؛ وتمثل الصين، باعتبارها سوقا ضخمة، مكانا مثاليا للاستثمار".

‪باحث من‬  (رويترز)
‪باحث من‬ (رويترز)

بناء الثقة
وينقل الكاتب عن المحلل في مجموعة أوراسيا الاستشارية أيهم كامل القول إن "شركة محمد بن سلمان تسعى إلى بناء الثقة مع القيادة الصينية لتظهر أن لديها خيارات تتجاوز الدول الغربية، وأنه سيظل العنصر الأساسي للقيادة في بلاده والملك المستقبلي للسعودية".

وأما الباحث جيمس إم دورسي من كلية راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة فيرى أن محمد بن سلمان "يريد أن يثبت أنه ليس منبوذا دوليا".

ويشير الكاتب إلى أن ولي العهد السعودي كان موضع انتقاد شعبي خلال رحلته الأخيرة إلى تونس، وأنه لم يستطع مقابلة الملك المغربي والرئيس الجزائري.

ويستدرك إسبينوسا أن محمد بن سلمان بدا مطمئنا بأنه سيحظى باستقبال حار في الصين، مثلما حدث في الهند وباكستان، حيث إن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية غير ذات أهمية سياسية في هذه البلدان.

ويضيف أن السعودية التزمت الصمت بشأن قضية الإيغور أو الأقلية المسلمة التي تعيش في غرب الصين، حيث يتم احتجاز مئات الآلاف من السكان في مخيمات التلقين لعدة أشهر.

‪محمد بن سلمان زار باكستان قبل زيارته الهند والصين في جولته الآسيوية‬  (الأناضول)
‪محمد بن سلمان زار باكستان قبل زيارته الهند والصين في جولته الآسيوية‬ (الأناضول)

باكستان
ويوضح الكاتب أنه خلال زيارته باكستان، وافق محمد بن سلمان على استثمار بقيمة عشرين مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد الباكستاني غير المستقر. وعلى ما يبدو فإن نحو نصف هذه الأموال سيكون من نصيب ميناء غوادر، الذي يمثل عنصرا مرجعيا لما يسمى مشروع "طريق الحرير الصيني الجديد".

ويستدرك الكاتب أن طموح ولي العهد السعودي سيصطدم بسياسة الصين التقليدية تجاه الشرق الأوسط، التي حافظت دائما على علاقات تقارب أوثق مع الدول المنافسة للمملكة العربية السعودية مثل إيران.

ويضيف أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني كان يتوقع زيارة محمد بن سلمان إلى الصين، حيث اجتمع مع شي جين بينغ الأربعاء، حيث أكد بينغ "الروابط الإستراتيجية العميقة" التي تربط البلدين، موضحا أن هذه العلاقات "لن تتغير بغض النظر عن كيفية تطور الوضع الدولي والإقليمي".

ويشير الكاتب إلى أن الصين تعد جزءا من مجموعة البلدان التي حافظت على دعمها للاتفاق النووي مع إيران لسنة 2015، جنبا إلى جنب مع روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا؛ والذي تخلت عنه الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية