لليوم الثاني.. تواصل الاشتباكات بين التبو وقوات حفتر بمرزق الليبية

قالت مصادر عسكرية من مدينة مرزق جنوبي غربي ليبيا إن الاشتباكات بين قوة حماية الجنوب، المشكلة من مقاتلين من قبيلة التبو، وبين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر تجددت على أطراف المدينة لليوم الثاني، في حين أعلنت قوات حفتر السيطرة على حقل الفيل النفطي دون قتال.

وذكرت المصادر لمراسل الجزيرة أن قوات حفتر تقصف بطائرات حربية مواقع قوة حماية الجنوب بالتزامن مع الاشتباكات البرية. وأجبرت قوة حماية الجنوب مسلحي حفتر على التراجع بعد دخولهم مدينة مرزق (900 كلم جنوب طرابلس) لساعات عدة، حيث سقط أربعة قتلى من التبو في الاشتباكات.

ومدينة مرزق مهمة بالنسبة لقوات حفتر كونها عاملا رئيسيا في تأمين 315 ألف برميل من النفط يوميا من حقل الشرارة، أكبر حقول النفط الليبية، حيث تقع المدينة بين الحقل ومدينة سبها، التي توجد بها القاعدة الرئيسية لقوات اللواء المتقاعد في الجنوب.

حصيلة القتلى
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري من قوات حفتر أن ثلاثة جنود قتلوا منذ دخلت هذه القوات مرزق.

وبث ناشطون من التبو تسجيلا مصورا يظهر مركبات عسكرية تابعة لقوات حفتر وهي تغادر مرزق بعد دخولها، لكن مصادر محلية قالت إن قوات حفتر اشتبكت مع مسلحي التبو على أطراف المدينة، ولم تجتح بعد المدينة، وإن كتائب من التبو تتصدى للهجوم.

وذكرت المصادر ذاتها أن قوات حفتر تقصف التبو بمدافع الهاوزر الثقيلة من ثلاثة محاور. وهذه أول معركة طويلة تخوضها قوات اللواء المتقاعد للسيطرة على مدينة مرزق منذ بدأت حملة للسيطرة على الجنوب وحقوله النفطية قبل شهر.

وناشد التبو المجتمع الدولي حماية المدنيين ووقف ما سموها عملية تطهير عرقي، كما طالبوا المدعي العام الليبي بالتحقيق في استعانة حفتر بمسلحين من فصائل سودانية وتشادية معارضة في عملياته العسكرية.

من جهته، يتهم حفتر مسلحي التبو بتجنيد مليشيات تشادية للقتال إلى جانبهم وتقويض الاستقرار في المناطق الحدودية، ويقول حفتر إن حملته العسكرية بالجنوب الليبي تستهدف تأمين حقول النفط ومحاربة التهريب.

 

حقل الفيل
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري عبر صفحته على فيسبوك إن القوات المذكورة "تبسط سيطرتها سلميا على حقل الفيل وتقوم بتأمينه تمهيدا لتسليمه إلى حرس المنشآت النفطية".

وينتج حقل الفيل، الواقع غرب مرزق والقريب من الحدود مع الجزائر، نحو 73 ألف برميل يوميا، وهو يدار من شركة مليتة للنفط والغاز -وهي شركة أنشأتها المؤسسة الوطنية الليبية للنفط- وشركة إيني الإيطالية.

وقد ندد المجلس الرئاسي بتصعيد حفتر عملياته العسكرية في المنطقة، ونبه إلى خطورة تحويل الجنوب إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين مكوناته العرقية والسيطرة على مقدراته النفطية.

ومنذ 15 يناير/كانون الثاني الماضي، يشهد الجنوب الليبي عمليات عسكرية تنفذها قوات حفتر ضد من وصفتهم بعصابات التهريب والمعارضة التشادية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الصراع على الشرعية والسلطة في ليبيا منذ العام 2011، ويجري الصراع بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وبين خليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).

المصدر : الجزيرة + وكالات