تؤيد قطع الرؤوس.. عودة "عروس داعش" تثير الذعر ببريطانيا

Shamima Begum
شاميما تعيش في سوريا منذ التحاقها بتنظيم الدولة عام 2015 (الصحافة البريطانية)

أصبحت الفتاة شاميما بيجوم (19 عاما) بين ليلة وضحاها حديث الساعة في بريطانيا. أطلق عليها الإعلام هناك "عروس داعش (تنظيم الدولة)" التي يتعاطف معها البعض، ويخشى كثيرون عودتها.

غادرت شاميما بريطانيا قبل أربع سنوات وانضمت لتنظيم الدولة في سوريا، بعد أن تأثرت بدعاية التنظيم، وهناك تزوجت من جهادي هولندي يدعى ياغو ريدجيك (26 عاما) لكنها بعد هذه السنوات ترغب في العودة لبلادها لتربية الطفل التي وضعته توا وأسمته "جراح" وذلك بعد أن فقدت طفلين قبله بسبب المرض وسوء التغذية.

تخشى شاميما -التي أجرت حوارا مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية لم تبد فيها ندمها من الانضمام للتنظيم- من أن تحرمها الحكومة من ابنها، رغم علمها أنها ستواجه -حال عودتها- اتهامات تتعلق بالإرهاب.

قبل هروبها من قرية باغوز (شمال شرق) آخر معاقل التنظيم في سوريا، تحدثت شاميما لسيدة بريطانية كانت تعمل بمجال الخدمة الاجتماعية، وأبلغتها برغبتها في العودة إلى بريطانيا، لتحيا حياة هادئة وتعمل على تربية طفلها، لكن المرأة أكدت لها أن السلطات ستجردها من حضانة طفلها وستضعه في دور الرعاية.

وبحسب شاميما، فقد منعها تنظيم الدولة من تسليم نفسها لما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" كما أن كثيرين نصحوا زوجها بعدم إرسالها لمخيم اللاجئين السوريين، وحذروه من أنها ستتعرض للاغتصاب والتعذيب لأن سكان المخيم لا يحبون تنظيم الدولة، إلا أنها تؤكد أنها تلقت معاملة جيدة لدى قدومها للمخيم.

وعندما سئلت عن قتل التنظيم للصحفيين والرهائن الأجانب وقطع رؤوسهم ردت "الصحفيون قد يكونون جواسيس أيضاً عندما يدخلون سوريا بطريقة غير قانونية.. كانوا يمثلون خطراً أمنياً على دولة الخلافة".

وأمس الاثنين، طالبت عائلة شاميما لندن بإعادة ابنتهم مع طفلها، وقالت في بيان "كمواطنة بريطانية، تتوقع شاميما أن يجري إعادتها إلى بلدها، والتعامل معها في ظل النظام القضائي".

وأضافت الأسرة أن "طفل شاميما الذي سيكون بريطانيا بريء، وله كل الحقوق ليحصل على فرصة للنشأة في سلام وأمن بموطنه" وأكدت ترحيبها بأي تحقيق يجرى فيما اقترفته ابنتهم "في إطار مبادئ العدالة البريطانية". 

‪غلاف صحيفة تايمز تتصدره‬ 
غلاف صحيفة تايمز تتصدره شاميما (مواقع التواصل)
‪غلاف صحيفة تايمز تتصدره‬
غلاف صحيفة تايمز تتصدره شاميما (مواقع التواصل)

ضحية أم متواطئة؟
قضية شاميما أثارت جدلا واسعا في بريطانيا بين من يرفض عودتها، ومن يعتبرها ضحية يجب مساعدتها، واتخاذ إجراءات إنسانية بحق الراغبين في العودة من الجهاديين، ومن يرى أن عودتها وغيرها ربما يجنب بريطانيا موجة جديدة من التفجيرات التي يتبناها التنظيم.

وزير الأمن بن والاس قال إنّ شاميما تملك الحق بالعودة رغم اعترافها بانضمامها إلى التنظيم. وأضاف في تصريحات تلفزيونية "هي مواطنة بريطانية ولها الحق في العودة إلى ديارها.. نحن ملزمون باحترام حقوق مواطنينا مهما كانوا".

بدوره، اعتبر السير مارك رولي الرئيس السابق لشرطة مكافحة الإرهاب أنه "في حال عودة شاميما إلى المملكة المتحدة، ستقيّم السلطات حالة صحتها العقلية لتحدد ما إذا كانت مؤهلة لتربية طفل أم يجب إرساله إلى مراكز رعاية".

من جهتها، تساءلت الكاتبة كاميلا كافينديش في مقال بصحيفة فايننشال تايمز عما إذا كانت شاميما ضحية؟ وتضيف أنه يمكن أن يكون قد غرر بها وهي في الـ 15 من عمرها لكنها اليوم امرأة صلبة وليست "المراهقة الحامل" التي تصفها وسائل الإعلام.

وحذرت الكاتبة أليسون بيرسون عبر تغريدة على تويتر من عودة شاميما قائلة "عندما سئلت شاميما عما إذا كان قطع الرؤوس يزعجها قالت ما أفهمه أنه مسموح به من الناحية الإسلامية. لئلا ننسى ما نحن بصدده".

وكتبت بيكهامش هيبستر "لماذا لا نعيد فقط طفل شاميما إلى المملكة المتحدة ونوفر له الرعاية مع عائلة جيدة للتأكد من أنه لن يصبح مثل والدته. أما هي فيمكنها البقاء في الشرق الأوسط مع بقية الخلافة وحصد ما زرعته".

وكتب في تغريدة أخرى محذرا من أعمال شغب غير مسبوقة في حال السماح بعودتها، لاسيما وأنها لا تظهر أي ندم على أعمال داعش.

مغردة أخرى قالت "إذا كانت شاميما لا ترى مشكلة مع قطع رؤوس الأبرياء، فإننا لا نوافق على السماح لها بدخول المملكة المتحدة على الإطلاق، لتتعفن في الجحيم".

كما أبدى مقدم البرامج بيرس مورغان عدم تعاطفه مع "عروس داعش" وقال "عذرا.. لا أتعاطف معك على الإطلاق.. تعاطفي مع الأشخاص الذين قُطعت رؤوسهم بوحشية أو تم تعذيبهم واغتصابهم وقتلهم من قبل أتباع داعش".

المصدر : الصحافة البريطانية + مواقع إلكترونية