تحرك بوتين الكبير في الشرق الأوسط

Russian President Vladimir Putin meets with representatives of foreign companies and business associations at the St. Petersburg International Economic Forum (SPIEF), Russia, June 2, 2017. REUTERS/Sergei Savostyanov/TASS/Host Photo Agency/Pool EDITORIAL USE ONLY.
بوتين يقول إنه لم يعد يرى حاجة لبقاء القوات الأميركية في المنطقة (رويترز)

تقول الكاتبة أنجيلا ستينت إن روسيا مشغولة في تعزيز علاقاتها بدول الشرق الأوسط بما فيه السعودية وإسرائيل حليفتا الولايات المتحدة، وذلك بعد تحرر موسكو من الحقبة السوفياتية، وفي ظل الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة في المنطقة.

وتضيف ستينت في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن ابتهاجه عندما أعلن نظيره الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا.

وتقول إن بوتين عندما سئل في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقده في نهاية العام بشأن تقييم ترامب المتمثل في أنه تم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أجاب بأنه يتفق مع ما يقوله ترامب في هذا السياق.

وتنسب إلى بوتين قوله إنه لم يعد يرى حاجة لبقاء القوات الأميركية في المنطقة.

‪قرار ترامب الانسحاب العسكري من سوريا يعد انتصارا لروسيا‬  (رويترز)
‪قرار ترامب الانسحاب العسكري من سوريا يعد انتصارا لروسيا‬ (رويترز)

الانسحاب الأميركي
وتوضح الكاتبة أن هذه الخطوة التي يعتزم ترامب القيام بها والمتمثلة في الانسحاب من سوريا تعتبر انتصارا كبيرا للرئيس بوتين، لأنها تعزز جهود بوتين لجعل روسيا الوسيط القوي الجديد في الشرق الأوسط.

وتستدرك ستينت بأن الوجود الروسي محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يكلف موسكو الكثير على المستويين الاقتصادي والعسكري، غير أن بوتين تمكن من إعادة تأسيس بلاده كلاعب رئيس في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وتنسب الكاتبة إلى مسؤول إسرائيلي كبير قوله لها إن السياسة الروسية في الشرق الأوسط تعتبر عدوانية ومرنة ومعروفة بحدودها.

وتقول إن بوتين استغل تردد الولايات المتحدة تحت إدارتي باراك أوباما وترامب إزاء وجود الولايات المتحدة المترامي في المنطقة بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

وتضيف أن تركيز ترامب بشكل خاص على مواجهة النفوذ الإيراني كان قد أعطى بوتين المجال لمتابعة رؤيته إزاء سياسة براغماتية قائمة على المصالح.

وتشير إلى أن روسيا هي القوة الأجنبية الكبيرة الوحيدة التي تتحدث إلى جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة، مثل إيران والدول العربية السنية وإسرائيل وتركيا والأكراد والسلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني وسوريا.

وتقول إن روسيا بدأت تعود أدراجها إلى الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تراجع دورها فيه في 1989 مع انهيار الاتحاد السوفياتي.

وتضيف أن النفوذ الروسي الجديد في المنطقة يعتبر من الإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية التي يتبعها بوتين، بالإضافة إلى شراكته الجديدة مع الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال