السودان.. مظاهرات ليلية وكهرباء مقطوعة

تحدى المحتجون السودانيون انقطاع الكهرباء في عموم البلاد الليلة الماضية، وخرجوا في مظاهرات ليلية في أربع ولايات سودانية، كما أعلنت الشرطة وفاة أحد عناصرها متأثرا بإصابته في احتجاجات أمس الأول بالخرطوم.

ومن أصل 18 ولاية، شهدت أحياء أربع ولايات سودانية مظاهرات ليلية، وصفها منظموها بالضخمة، وتزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي في عموم البلاد. 

ووفق بيان صادر عن "تجمع المهنيين" السودانيين، فإن أحياء ولايات الخرطوم، والشمالية، ونهر النيل، وولاية الجزيرة؛ شهدت خروج محتجين.

و عبر صفحته على فيسبوك خاطب التجمع المحتجين قائلا "مع انقطاع التيار الكهربائي لنجعل من شوارع وأحياء السودان المختلفة شموعا مضيئة بالمظاهرات الليلية والهتافات الثورية".

وتحدث الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن احتجاجات الليلة الماضية "كانت ضخمة وشاركت فيها أعداد كبيرة". وأرفقوا أحاديثهم بصور من المظاهرات.

وحول انقطاع التيار الكهربائي في عموم البلاد، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري والكهرباء إبراهيم شقلاوي "إن إطفاء كاملا بالشبكة القومية حدث مساء الجمعة نتيجة عطل طارئ في الخطوط الناقلة وخروج الربط الإثيوبي".

وذكر في تصريح صحفي أنه" نتج عن العطل خروج تدريجي لكافة محطات التوليد المغذية للشبكة القومية، وبالتالي خروج كامل لمحطات سد مروي، والرصيرص وسيتيت، وكوستي ،والشهيد وقري والمحطات الأخرى".

وعقب صلاة الجمعة أمس تجددت الاحتجاجات في أحياء بالعاصمة السودانية، ومدينة خشم القربة (شرق) التي تطالب بإسقاط النظام.

وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المدمع على مئات الأشخاص الذين احتجوا بعد مغادرة مسجد في أم درمان على الضفة المقابلة لنهر النيل لوسط الخرطوم.

وأغلق المحتجون أحد الشوارع بالحجارة وغصون الأشجار ورددوا هتافات مثل "تسقط بس" و"حرية.. سلام وعدالة" و"الثورة خيار الشعب".

وفي وقت سابق أمس، أعلنت الشرطة السودانية وفاة أحد عناصرها متأثرا بإصابته، جراء تعرض عربته العسكرية لرشق بالحجارة خلال تظاهرة مناهضة للحكومة في الخرطوم.
    
وقال المتحدث باسم الشرطة اللواء هاشم علي عبد الرحيم في بيان له إن الشرطي الجريح توفي أمس الأول الخميس "متأثراً بإصابته بعد نقله للمستشفى".
    
وأضاف أن الشرطي كان على متن ناقلة جند "غير مسلحة بأية أسلحة نارية أو أدوات شغب وأثناء مرورها وجدت الطريق أمامها مغلقا بالمتاريس مما دعاها للتوقف وعندها خرجت عليها مجموعة من المتفلتين وحصبتها (رمتها) بالحجارة بصورة كثيفة، مما أدى إلى وقوع إصابات جسيمة وسط الأفراد".

و يشهد السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجات منددة بالغلاء، ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، وصاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، في حين قالت منظمة العفو الدولية الاثنين الماضي إن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 51 قتيلا.