اتصالات أمنية بين تركيا وسوريا.. هل تكون مقدمة لعلاقات سياسية؟

Turkish army announces patrols in Syria's Manbij- - MANBIJ, SYRIA - JUNE 18: (----EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT -
دورية للقوات التركية في منبج السورية (الأناضول)

زاهر البيك-أنقرة

رغم معارضة تركيا نظام الرئيس بشار الأسد منذ السنوات الأولى لاندلاع الثورة السورية، ودعمها فصائل المعارضة المسلحة، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان تحدث عن وجود اتصالات ذات طبيعة أمنية واستخباراتية مع النظام السوري.

فهل ستكون هذه الاتصالات مقدمة لعودة العلاقات بين البلدين، في ظل توجه دولي وإقليمي متزايد للاعتراف بنظام الأسد؟

فقد ذكر موقع "باسنيوز" الكردي أن رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي مملوك زار مدينة أنطاليا جنوبي غربي تركيا في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتقى مسؤولين أمنيين أتراكا للتباحث بشأن وجود حزب العمال الكردستاني على الحدود السورية التركية.

كما قال الرئيس التركي -في لقاء سابق مع محطة "تي آر تي" التركية- "لدينا سياسة خارجية على أدنى المستويات مع النظام السوري، غير أن أجهزة الاستخبارات غير ملزمة بالتحرك وفق تصرفات الزعماء"، مشيرا إلى أن السياسة التي تنتهجها تركيا تجاه سوريا قائمة على أساس وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

أردوغان تحدث عن وجود اتصالات ذات طبيعة أمنية واستخباراتية مع النظام في دمشق (الأناضول)
أردوغان تحدث عن وجود اتصالات ذات طبيعة أمنية واستخباراتية مع النظام في دمشق (الأناضول)

اتصالات اضطرارية
الخبير التركي في شؤون الشرق الأوسط جاهد توز يقول إن "الجيش التركي ينفذ عمليات عسكرية ضد المنظمات الإرهابية داخل الأراضي السورية على الحدود، لذلك نحن مضطرون لإجراء اتصالات أمنية مع النظام السوري حمايةً للأمن القومي التركي وحفاظا على اللاجئين السوريين، وسعيا لإنشاء منطقة عازلة آمنة"، مبينا أن هذه الاتصالات تجري وفق اتفاقية أضنة التي تمت بين أنقرة ودمشق عام 2002.

ويرى توز -الذي عمل مستشارا في الحكومة التركية- أن "المباحثات لا تعني أن هناك تغييرا في الإستراتيجية التركية تجاه ملف سوريا".

وأضاف "لا أعتقد أن العلاقات بين تركيا وسوريا ستعود كما في السابق طالما بشار الأسد على رأس السلطة، حتى لو مورست ضغوط وحصل اعتراف دولي به رئيسا، لأنه بالنسبة لأنقرة مجرم تجب محاكمته".

ويرى توز أن أي انتخابات سيدخلها الأسد لن تكون نزيهة، لذلك يعتبر بقاؤه في السلطة خطا أحمر بالنسبة لتركيا، والرئيس أردوغان يركز في اجتماعات سوتشي وأستانة وحتى في الأمم المتحدة على ضرورة محاكمة الأسد دوليا، بحسب تعبيره.

أنقرة تعتبر الأسد
أنقرة تعتبر الأسد "مجرما" يجب محاكمته دوليا (رويترز)

حالة طبيعية
من جهته، ذكر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مدنييت إسطنبول فيصل كورت أن اللقاءات بين الطرفين مقتصرة على أجهزة المخابرات، وهي "حالة طبيعية" كون تركيا تعد دولة من أهم الدول التي تتدخل في الملف السوري، ولا يمكن قراءة هذه اللقاءات على أنها مقدمة للقاءات سياسية.

ويعتقد الأكاديمي التركي أن لا جدوى في تنظيم لقاءات سياسية مع نظام الأسد الذي لا يمسك بزمام الأمور في بلده، فأنقرة تدير المباحثات المتعلقة بالقضايا السياسية في الأزمة السورية مع "أولياء أمور الأسد"، روسيا وإيران.
 
ويرى أن الاعتراف بنظام الأسد غير مطروح حاليا على جدول أعمال صانعي القرار في تركيا، وأن هناك ملفات أهم في الأزمة السورية تشغل أنقرة، منها أزمة شرق الفرات وإدلب ووحدة الأراضي السورية وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين السوريين، لافتا إلى أنه لا يوجد دور لنظام الأسد في هذه الملفات.

ويؤكد أن إجراء أنقرة لأي مباحثات سياسية مع نظام الأسد لن يعود عليها بالنفع، على اعتبار أن هذا النظام هو السبب الرئيسي في هذه الأزمة التي أثقلت كاهل تركيا ماديا.

المصدر : الجزيرة