بلومبيرغ: السعودية تحتفل بعيد الحب بهدوء

بلومبيرغ لمتاجر معدات عيد الحب بالسعودية الرياض والخبر (الصورة من بلومبيرغ- https://www.bloomberg.com
أحد متاجر سلع عيد الحب بمدينة الخبر بالسعودية عشية "الفالنتاين" (بلومبيرغ)

لم تقر السلطات في السعودية الاحتفال بعيد الحب (فالنتاين) رسميا، لكن الشركات والمتاجر التي تبيع السلع الرومانسية تقول إنه لم تحدث أي ملاحقات هذا العام.

ونشر موقع بلومبيرغ الأميركي تقريرا طويلا عن الاحتفال بعيد الحب "فالنتاين" بالسعودية قائلا إنه رغم أن ما أسماها السلطات الدينية هناك لم تقر الاحتفال بهذه المناسبة، فإنها توقفت عن متابعة الناس وملاحقتها.

وعلق التقرير -تحت عنوان "السعودية تحتفل بعيد الحب بهدوء"- بأن ما كان محظورا ويمارس أحيانا بسرية، أصبح يتسلل الآن إلى عامة الناس ويمارس علنا.

قلوب حمراء من الورد
وأورد أن المزاج -قبيل عيد الحب- في متجر للزهور بالرياض كان نابضا بالحياة مثل الألوان، إذ تم عرض الورود الاصطناعية الحمراء: النرجس، والفاوانيا في "الفترينة"، مع تلك الطبيعية التي تنتظر في غرفة تمت تهيئتها بشكل مناسب. وكانت هناك قلوب حمراء من الورق مع عبارة "أنا أحبك" مكتوبة باللون الأبيض، إيذانا بقدوم عيد الحب.

وقال التقرير إن الأيام التي تسبق "عيد الحب" السنوي في السعودية كانت أياما متوترة، حيث تتهرب الشركات من السلطات لإحياء هذه المناسبة المحظورة.

لكن ما كان في يوم من الأيام محظورا في هذا اليوم، ويتم بيعه سرا للعملاء الذين يتم اختيارهم بعناية، يتسلل الآن إلى عامة الناس. ومع ذلك لن ترى إعلانات كما لو كنت في لبنان أو مصر، ولكنك ستتمكن من تحديد العلامات الدالة على أن السكان يستعدون لوصول "كيوبيد" (إله الحب عند قدماء الإغريق).

تناقض في ممارسة القمع
وأشار التقرير إلى أن هذا التحوّل في الموقف الرسمي يمثل التناقض في قلب السعودية الجديدة تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ فقد كانت حملة القمع التي تنفذها الحكومة تبلغ المعارضين بأنهم سيفقدون حريتهم، بل وحتى حياتهم، إذا انتقدوا قيادة المملكة. ومع ذلك نجد الدولة تتراجع عند الحواف، وتسمح للحفلات الموسيقية والسينما والاختلاط بين النساء والرجال بحرية أكبر في الأماكن العامة.

‪أحد متاجر المجوهرات بالخبر السعودية‬ (بلومببيرغ)
‪أحد متاجر المجوهرات بالخبر السعودية‬ (بلومببيرغ)

وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان متجر "ورود الرياض" يتّبع ما أصبح أسلوبا مألوفاً: التوقيع على تعهد "للشرطة الدينية" بأنه لن يقوم بجلب الزهور الحمراء، ومن ثم ينقل المواد "المستفزة" إلى فيلا قريبة وبيعها للعملاء الموثوق بهم، ويدعو بألا يتم القبض عليه لأن ذلك سيترتب عليه اعتقال مدير المتجر.

دون إعلان رسمي
وعندما لا يتم توجيه اللوم للموظفين لتحويلهم ركنا من متجرهم إلى شعلة من اللون الأحمر في وقت سابق هذا الشهر، فسيعتبرون ذلك علامة على السماح لهم بالاسترخاء. ومع ذلك يقول بائع الورود محمد -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل: "لم يكن لدينا مثل هذا العيد المفتوح".

ولم تقم "الشرطة الدينية" بزياراتها المعتادة، ولم تتوقف في المطاعم القريبة لتأمرها بعدم استخدام الشموع ومفارش المائدة ذات الألوان: الأحمر والوردي والأبيض، المرتبطة بهذا العيد.

ويقول فهد بن ناصر المهندس الفني (28 عاما) إنه لا يمانع إذا كان السعوديون يحتفلون بعيد الحب، لكنه لن يحتفل، مشيرا إلى أن ذلك بدعة لا يقبلها الإسلام، مضيفا أنه لا يحتفل بعيد ميلاده الشخصي للسبب نفسه.

خوف وجرأة
أما سارة (25 عاما) فتخطط للاحتفال بعيد الحب سرا، حيث تذهب هي وصديقها إلى مجمع يكتظ بالأجانب، معربة عن خوفها إذا احتفلت في مكان عام مفتوح للجميع، مشيرة إلى أن متجر المجوهرات الدولي الراقي في الرياض الذي تعمل فيه يقوم أيضا ببيع مقتنيات العيد سرا، إذ يحتفظ بقلوب الذهب والماس في الداخل بدل عرضها في "الفترينة".

وهناك آخرون أكثر جرأة؛ فقد عرض متجر بالرياض صورة لحمالات الصدر مزينة في الغالب باللون الأحمر، وبعرض لشراء اثنين والحصول على الثالث مجانا، ومكتوب عليه: "شراء المزيد من الحب".

وقال نادل في فندق راق إن لديه تعليمات لإنشاء "طاولات رومانسية" مزينة بالشموع الحمراء والورود المنثورة عليها ليحتفل رواد المطعم بعيد الحب.

وبعيدا عن العاصمة، في المدن الأقل محافظة مثل جدة أو الخبر، نجد الوضع أكثر استرخاء؛ فقد نشرت إحدى المعجنات في مدينة الخبر صورة لكعكة على شكل قلب على إنستغرام، مع توضيح و"إيموجي" مضيء يقول: "لقد وصلت كعكة شباط".

المصدر : الصحافة الأميركية