غارديان: إلهان عمر محقة بشأن نفوذ اللوبي الإسرائيلي

Democratic congressional candidate Ilhan Omar is greeted by her husband’s mother after appearing at her midterm election night party in Minneapolis, Minnesota, U.S. November 6, 2018. REUTERS/Eric Miller TPX IMAGES OF THE DAY
تغريدات إلهان عمر المثيرة للجدل بينت أن المال محفز مهم في واشنطن (رويترز)
بعد الجدل الذي أثير بشأن تغريدات إلهان عمر من المهم للغاية أن يتمكن المرء من التفريق بين حقيقة معاداة السامية والوقائع السياسية الأساسية، وفقا للكاتب آلكس كوتش.
وفي مقاله بصحيفة غادريان البريطانية لفت الكاتب إلى أننا بحاجة إلى آلية تمكن من التدقيق في الأموال وما توفره من نفوذ سياسي تستغله جماعات الضغط المختلفة، بما في ذلك تلك الموالية لإسرائيل مثل أيباك.

وفي كثير من الأحيان ونظرا لقدرة هذه الجماعات على تمويل الحملات السياسية فإن مصالح أصحابها الخاصة تطمس أصوات الأميركيين العاديين، مما يجعل آراء أعضاء الكونغرس في واد وآراء ناخبيهم في واد، وفقا لكوتش.

ويضيف الكاتب أن تغريدات إلهان عمر المثيرة للجدل قد أبرزت حقيقتين مهمتين، أولا أن المال مشكلة كبيرة ومحفز مهم في واشنطن، ثانيا أن أيباك هي مجموعة قوية تستخدم أموالها للتأثير على القرارات السياسية لأعضاء الكونغرس.

وكما بين ذلك كل من مهدي حسن وريان غريم في موقع ذي إنترسبت فإن بعض مسؤولي أيباك تبجحوا بقدرتهم على ممارسة نفوذهم على المشرعين في واشنطن.

وأكد الكاتب أن أيباك لعبت دورا بارزا في تشكيل جماعات مؤيدة لإسرائيل وشجعت أعضاءها على التبرع لمرشحيها المفضلين لعقود من الزمن، مما مكنها من ممارسة الضغط على الحكومة الفدرالية.
وأضاف أن أيباك تعقد مؤتمرات سنوية تضم أعضاء متعاطفين معها في الكونغرس، وأنها أنفقت ما يقارب 16 مليون دولار منذ عام 2000 على بعثات من أعضاء الكونغرس ترسلها إلى إسرائيل للتعرف على العلاقة بين البلدين من خلال وجهة نظر أيباك.
وأوضح الكاتب أن الجهود السياسية التي تبذلها أيباك من بين أمور أخرى جعلت الولايات المتحدة أقوى حليف لإسرائيل تمول جيشها وتبيعها الأسلحة وتقف إلى جانبها في قرارات الأمم المتحدة ولا تكاد تنتقدها إن هي مثلا وسعت مستوطناتها غير الشرعية في الضفة الغربية، أو إن قتل الجنود الإسرائيليون مئات الفلسطينيين العزل، بمن فيهم الأطفال والمسعفون والصحفيون.
وأبرز كوتش أنه نشأ يهوديا ولذلك فإنه يدرك خطورة ظاهرة معاداة السامية بشكل عام وعليه شخصيا، مشيرا إلى أن اليهودي الحق يقف في وجه الكراهية والقمع، ولذلك فإنه كونه يهوديا أميركيا يؤيد حركة بي دي أس لدعم مقاطعة إسرائيل، كما يدين بأقسى العبارات الحكومة الإسرائيلية الحالية بسبب معاملتها الشنيعة للفلسطينيين.
وخلص الكاتب إلى أن وصم أي شخص يذكر اليهود والمال في الجملة نفسها بأنه معاد للسامية يضعف كفاح اليهود ضد القوى الحقيقية المعادية للسامية والمتمثلة في النازية الجديدة والقوى اليمينية المتطرفة التي شهدت نموا كبيرا في السنوات الأخيرة، كما أنه يخنق المناقشات المشروعة بشأن القوة الهائلة لجماعات الضغط، وهو أمر يهدد نظامنا السياسي الديمقراطي برمته.
وشدد الكاتب في النهاية على أن علينا أن نتحدث بصدق عن القضايا التي أثارتها إلهان عمر في الوقت الذي تعيش فيه واشنطن عصر فساد غير مسبوق.
المصدر : غارديان