فورين بوليسي: كوشنر يعامل الفلسطينيين بسياسة "خذ أو اترك"

كومبو يجمع كوشنر وترامب
فورين بوليسي: جاريد كوشنر صهر ترامب بارع في المساومات

تقول مجلة فورين بوليسي الأميركية إن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اشتهر بأنه بارع في المساومات وعقد الصفقات، لكنه لا يساوم الفلسطينيين ويتعامل معهم بأسلوب "خذ أو اترك" المذل.

وأوردت المجلة في تقرير لها بعنوان "جاريد كوشنر وفن الإذلال"؛ أن لكوشنر الفضل في المساعدة على إنقاذ صفقة نافتا الجديدة لترامب مع كندا والمكسيك، وهو السبب في التعديل غير المعهود لقانون جنائي رئيسي، حيث كان هذا القانون هاجس كوشنر الشخصي منذ حُكم على والده بالسجن عامين بتهمة التلاعب في الشهادة والتهرب من الضرائب والتبرعات غير القانونية.

لكن تعامل كوشنر مع الفلسطينيين -وفقا للتقرير- أظهر تباينا صارخا مع هذا النهج؛ فقد قام هو ومساعده جيسون غرينبلات والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان بحملة لا هوادة فيها لتقليص القضية الفلسطينية من خلال تسوية أحادية الجانب لما كانت تُعرف بقضايا الحل النهائي، وتضمنت الحملة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف كل المساعدات المالية الأميركية للفلسطينيين، ونفي حق العودة. 

إيلان غولدنبرغ: النظرية الحمقاء القائلة إنك تستطيع الضغط على الفلسطينيين وسيخضعون ليست صحيحة؛ لقد ضغط  كوشنر على الفلسطينيين بأكثر مما ينبغي

التطبيع قبل السلام
وكان كوشنر العقل المدبر وراء الإستراتيجية طويلة المدى لإقناع الدول العربية الأخرى -خاصة السعودية– بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حتى قبل تسوية القضية الفلسطينية، الأمر الذي أثار غضب القيادة الفلسطينية، التي أعلنت أن هذا التحرك ينتهك مبادرة السلام العربية التي قادتها السعودية عام 2002، والتي دعت إلى السلام أولا والاعتراف بإسرائيل بعد ذلك.

ويبدو أن هدفه الأساسي هو كسر آمال الفلسطينيين في أي شيء يشبه دولة ذات سيادة كاملة خاصة بهم، وإجبارهم على الاستقرار من أجل منافع اقتصادية، لكن ذلك لم يؤد إلا إلى غضب الفلسطينيين وإحراج كوشنر نفسه.

زيارات لدول عربية عديدة
وأشارت المجلة إلى أن من المتوقع الكشف عن بعض تفاصيل "صفقة القرن" في مؤتمر وارسو غدا الخميس، قبل أن يقوم كوشنر وغرينبلات بزيارات إلى السعودية وسلطنة عمان والبحرين ودول عربية أخرى للحصول على الدعم.

ونسبت فورين بوليسي لمسؤولين أميركيين وغربيين قولهم إن الأجزاء المتوقع كشف النقاب عنها تركز في الغالب على المساعدات الاقتصادية. وقال كبير الباحثين بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي إن هناك "فرصة ضئيلة" لتقدم إدارة ترامب خطة سلام قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة في أبريل/نيسان المقبل، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات يمكن أن توفر "نقطة مرونة" حاسمة في السياسة الإسرائيلية يمكن أن تساعد في دفع اقتراح السلام الذي تقدمه الإدارة إلى الأمام.

وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الاميركية إيلان غولدنبرغ -الذي عمل بفريق وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري للسلام في الشرق الأوسط- إنه يعتقد أن خطة كوشنر الأصلية قد ماتت، وقام بوضع واحدة أخرى، مشيرا إلى أن واشنطن فقدت الفلسطينيين تماما، وليست هناك من عودة لهم ما لم يتخذ ترامب خطوات كبيرة باتجاههم.

وقال غولدنبرغ إن هذه النظرية الحمقاء القائلة إنك تستطيع أن تضغط على الفلسطينيين وسيخضعون ليست صحيحة؛ "لقد ضغط على الفلسطينيين بأكثر مما ينبغي".

المصدر : فورين بوليسي