إنترسبت: إلهان عمر كسرت المحظور بانتقادها اللوبي الإسرائيلي بأميركا

Democratic congressional candidate Ilhan Omar speaks at her midterm election night party in Minneapolis, Minnesota, U.S. November 6, 2018. REUTERS/Eric Miller
إلهان قالت إن السياسيين الأميركيين يدعمون إسرائيل بسبب الضغوط من "أيباك" وإن أثرياء اليهود يسيطرون على العالم (رويترز)

دافع الكاتب في موقع "إنترسبت" الأميركي مهدي حسن عن النائبة بمجلس النواب الأميركي إلهان عمر في وجه الحملة الواسعة التي شُنت عليها بسبب ما قالته عن مجموعة الضغط الإسرائيلية بأميركا "أيباك"، وقال إن انتقاد "أيباك" من المحرمات في أميركا لكن إلهان حطمت ذلك.

وقال إن كل ما قالته إلهان في تغريدتين هو أن السياسيين الأميركيين يدعمون إسرائيل بسبب الضغوط المالية المحتملة ضدهم من "أيباك"، وإن أثرياء اليهود يسيطرون على العالم.

وأكد أن النائبة ذات الجذور الصومالية قالت ما قالته بأسلوب "غير مهذب" استفز عدد كبير من الليبراليين اليهود في أميركا وكذلك السياسيين من كلا الحزبين، وأنها بالفعل وقعت في "شبهات" العداء للسامية مثل إشارتها لأثرياء اليهود، وقد اعتذرت عن الأسلوب بوضوح تام.

لكن الكاتب تساءل عما إن كانت النائبة الديمقراطية مخطئة في إشارتها لنفوذ "أيباك" وتأثيرها في السياسة الأميركية، وكل الدور الإشكالي الذي تلعبه مجموعات الضغط في هذه السياسة؟ مجيبا بأنها ليست مخطئة.

حشد من الأدلة
وأوضح -في حشد من الأدلة- أن كثيرا من السياسيين والمحللين الأميركيين والإسرائيليين، تحدثوا دون مواربة في أوقات مختلفة عن التأثير الطاغي لـ"أيباك".

ففي 2005 -بحسب حسن- قال المسؤول البارز في "أيباك" ستيفن روزين للصحفي جيفري غولدبيرغ الذي كان يعمل مع مجلة نيويوركر: "هل ترى هذا المنديل؟ أيباك تستطيع جمع تواقيع سبعين عضوا في مجلس الشيوخ عليه فورا".

يوري أفنيري: إذا قدمت أيباك اقتراحا في الكونغرس لإلغاء الوصايا العشر، فسيحصل على الفور على ثمانين صوتا في مجلس الشيوخ وثلاثمئة في مجلس النواب

وقال حسن إن روزين ليس الوحيد الذي تحدث عن "القوة الغاشمة" التي تمارسها أيباك في واشنطن، ففي 1992 قُبض على رئيس أيباك آنذاك ديفد شتاينر وهو يتفاخر في تسجيل بأنه قد أبرم صفقة مع إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب لتقديم دعم لإسرائيل قدره ثلاثة مليارات دولار، كما زعم أنه "يتفاوض مع إدارة كلينتون القادمة" بشأن تعيين أعضاء في الحكومة موالين لإسرائيل، وأكد أن لأيباك أكثر من عشرة أشخاص في حملة كلينتون وجميعهم سيتولون مناصب كبيرة.

من الساحل للساحل
واستمر حسن في إبراز ترسانة الأدلة على نفوذ أيباك، ذاكرا أن السيناتور الجمهوري المعتدل شارلس بيرسي قد هُزم في انتخابات الكونغرس عام 1984 عقب إثارته غيظ أيباك لرفضه التوقيع على خطاب موصى به من المجموعة، ولتجرؤه على وصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأنه أكثر اعتدالا من القادة الفلسطينيين الآخرين.

وأورد الكاتب أن المدير التنفيذي الأسبق لأيباك توم داين، تباهى عقب هزيمة بيرسي بقوله "جميع اليهود من الساحل للساحل تجمعوا لإبعاد بيرسي، وجميع السياسيين الأميركيين الذين يتولون مناصب حاليا والمتطلعين لذلك قد فهموا الرسالة".

وتساءل حسن: "هل يُفترض بنا -نحن إعلاميي وسياسيي أميركا- بعد أربعة عقود من إسقاط بيرسي، الادعاء أن ليس لأيباك النفوذ الذي تحدثت عنه إلهان؟".

أيباك اشترت تصفيقا طويلا
وأشار إلى أن الكاتب بنيويورك تايمز توماس فريدمان -الداعم لإسرائيل- وصف التصفيق الطويل الذي حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أعضاء الكونغرس في مرة من المرات، بأنه قد تم شراؤه من قبل اللوبي الإسرائيلي، كما أن الصحفي غولدبيرغ -أكثر المؤيدين لإسرائيل ويترأس حاليا تحرير مجلة "ذا أتلانتك"- قال في 2002 عن أيباك "صورتها في الكونغرس أنك لا تستطيع تجاوزها، وإلا ستسقط".

ونسب حسن إلى الناشط الإسرائيلي الصهيوني يوري أفنيري القول: إذا قدمت أيباك اقتراحا في الكونغرس لإلغاء الوصايا العشر، فسيحصل على الفور على ثمانين صوتا في مجلس الشيوخ وثلاثمئة بمجلس النواب.

واختتم بتقديم الشكر للنائبة الجديدة إلهان لشجاعتها وإثارتها هذه القضية المثيرة للخلاف، وكسرها "محرما" استمر طويلا، حتى إذا قالت ما قالت بأسلوب "يثير المشاكل".

المصدر : إنترسبت