بعد عامين على هجوم المسجد.. كيف يتعايش مسلمو كيبيك معه؟

Hundreds of people filled the auditorium of Laval University, Quebec City, on Jan. 29 for a vigil to commemorate those killed two years ago.وول ستريت جورنال
المئات يستحضرون هجوم المسجد في جامعة لافال بكيبيك بعد عامين من وقوعه (وول ستريت جورنال)

بعد مرور عامين على مقتل ستة مصلين في مسجد بمدينة كيبيك الكندية ما زال مسلمو المدينة يكابدون من أجل التعايش مع هذه الحادثة التي حكم على الجاني فيها أول أمس الجمعة بالسجن مدى الحياة.

وفي تقريرها، تقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الثقوب التي خلفها الرصاص في زجاج مبنى المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك ما زالت واضحة.

محمد يانغوي -الذي كان إمام المسجد حينها- يجد صعوبة في الدخول إليه للصلاة، أما خديجة ثابتي التي فقدت زوجها في الهجوم فما زالت تضطر لأخذ ابنتها (5 أعوام) إلى الباب الأمامي لمنزلهم لتريها أنه مقفل قبل أن تتوجه بها إلى سريرها.

وتقول ثابتي "لقد تغيرت حياتنا رأسا على عقب"، مضيفة "لا أستطيع أن أصدق أن زوجي توفي".

القاضي في مدينة كيبيك أصدر الجمعة حكما بالسجن مدى الحياة على الجاني ألكسندر بيسونيتي (29 عاما) مع الفرصة بإطلاق مشروط بعد أن يقضي بالسجن مدة أربعين عاما، مشيرا إلى أن الدافع وراء الجريمة هو العنصرية والكراهية وليس الإرهاب، وهو ما أثار سخط المجتمع المسلم.

وتقول الصحيفة إن الهجوم على المسجد في يناير/كانون الثاني 2017 في حادثة قتل جماعي نادرة في كندا شكل صدمة للمجتمع المسلم، وأظهر أن البلاد ليست في منعة -بعض الأحيان- من العنف المقترن بتنامي الهجرة.

ومع محاولة العديد استيعاب ما جرى بعد عامين على مرور الحادثة، تقول وول ستريت جورنال إن التوترات بشأن الدين والاندماج ما زالت قائمة، مستشهدة بفوز الائتلاف المحافظ "أفينير كيبيك" في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد حملة مناهضة للهجرة.

وقد تعهد رئيس وزراء كيبيك الجديد فرانسوا ليولت بمنع ارتداء الرموز الدينية، منها حجاب المسلمات، وأثار انتقادات الأسبوع الماضي عندما قال إن الإسلاموفوبيا لم تعد موجودة، قبل أن يتراجع مكتبه عن تصريحاته.

بدوره، يقول مدير المجلس الوطني للمسلمين في كندا إحسان غاردي "إن المسلمين في كيبيك يعيشون وقتا عصيبا".

ووفق إحصاءات كندية، فإن عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت أكثر من الضعف خلال العام الذي شهد عملية إطلاق النار على المسجد الذي تلقى أيضا نسخة مشوهة للقرآن الكريم، وأضرمت النيران بسيارة تعود إلى المسؤول عنه.

وتشير وول ستريت جورنال إلى أن الإحصاءات الوطنية لعام 2018 ليست متوفرة، لكن الشرطة المحلية تؤكد انحسارا في عدد البلاغات عن حوادث الكراهية في كيبيك العام الماضي من 85 إلى 27، بينها 18 ضد المسلمين.

في المقابل، هناك كثيرون يقفون إلى جانب المسلمين في كيبيك، خاصة بعد الهجوم، حيث تم إطلاق حملة لجمع تبرعات ساهمت في شراء كرسي متحرك لأحد المصلين الذين أصيبوا بالشلل بسبب الحادث، وجمع متبرعون محليون مئات الرسائل من الداعمين للمجتمع المسلم ووزعوا نسخا منها على عائلات الضحايا.

المصدر : وول ستريت جورنال