لوموند: اليسار بإسرائيل أكثر تهميشا يوما بعد يوم

RAMAT GAN, ISRAEL - DECEMBER 02: (ISRAEL OUT) Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu gestures while delivering a speech before lighting a stylised-menorah during the start of Hanukkah, the Jewish festival of lights on December 2, 2018 in Ramat Gan, Israel. Earlier today, police and Israel Securities Authority recommended indicting Netanyahu and his wife, Sara, for bribery and other corruption charges. (Photo by Lior Mizrahi/Getty Images)
الكاتب: نتنياهو نعت معارضي التيار اليميني بالشياطين (غيتي)

يقول الكاتب بيوتر سمولر في مقال نشرته له صحيفة لوموند الفرنسية إن اليسار الإسرائيلي يعاني جراء التهميش، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نعت معارضي التيار اليميني بالشياطين، يأتي ذلك قبل انعقاد الانتخابات التشريعية في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.

ويضيف الكاتب أنه عادة ما يتم التشهير بأي شخص يعبر عن مساندته للتيار اليساري في الساحة السياسة الإسرائيلية، وأن المشهد السياسي في إسرائيل صار يشهد ازدحاما مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تتهافت العديد من الأحزاب القديمة والحديثة على الظفر بأصوات الناخبين.

ويشير الكاتب إلى أن المرشحين الحاليين يفتقرون إلى برامج واضحة قادرة على أن تتفوق على برامج أحزاب اليمين الحاكم، وذلك باستثناء حزب ميرتس الذي يتطلع إلى الحصول على نسبة تتجاوز 3.25% من الأصوات من أجل ضمان البقاء في الكنيست الإسرائيلي.

وينسب الكاتب إلى عضو مجلس النواب موشيه راز القول "نحن الحزب اليساري الوحيد، أما بالنسبة لحزب العمل فهو بصدد التحول تدريجيا إلى حزب وسطي، ويربط اليمين بين اليسار وأعمال العنف الفلسطيني من أجل تجريده من شرعيته".

ويضيف الكاتب أن نتنياهو يسعى إلى الفوز بولاية خامسة من خلال عرقلة حركات المعارضة، وأنه يعتقد أن المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية ستكون في "خطر شديد" في حال كان الفوز من نصيب اليسار.

‪رئيس حزب العمل آفي غباي تولى قيادة الحزب أملا في إعادة إحيائه‬  (الأوروبية)
‪رئيس حزب العمل آفي غباي تولى قيادة الحزب أملا في إعادة إحيائه‬ (الأوروبية)

اليسار أقلية
وينسب إلى محللة الرأي العام الدولي والمستشارة الإستراتيجية داليا شيندلين القول إن الإسرائيليين يدعون أن اليسار يمثلون أقلية.

ويضيف أنه حسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية فقد انتقلت المواجهة بين اليمين واليسار من المرتبة الرابعة في قائمة الصراعات الداخلية في إسرائيل بنسبة 9% سنة 2012 إلى المرتبة الأولى بنسبة 36% في سنة 2018.

وينسب الكاتب إلى الأستاذ في قسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس جدعون راهات القول إن اليمين الشعبوي هو السبب وراء ما يحدث في إسرائيل، إذ إن التزامه بمبدأ الديمقراطية هش للغاية.

ويضيف الكاتب أن اليمين المتطرف يتهم نتنياهو بالتردد في اتخاذ القرارات في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وأنه في ظل مقاطعة التيار اليساري فإن التوافق داخل الائتلاف المنتهية ولايته يمثل انتهاء عهد اتفاقية أوسلو الموقعة مع الفلسطينيين، حيث لم تعد شروطها ترضي سوى البيانات الجوفاء للحكومات الغربية.

سمعة اليسار
ويشير إلى أنه لا يوجد شريك موثوق للتفاوض معه بشأن حل يرضي الطرفين، وأن أي مبادرة للصلح تقوم بها إسرائيل ستنتج عنها ردود فعل عنيفة من الجانب الفلسطيني، ويعكس هذا الأمر نسبيا هيمنة المشاغل الأمنية والسعي إلى تشويه سمعة اليسار الذي ارتكب بدوره بعض الأخطاء.

وينسب الكاتب إلى الخبير عساف شارون القول إنه "قد تم التشهير بأحزاب اليسار، لكن الواقع لم يتغير، حيث لا يزال 80% من الإسرائيليين يؤيدون مواقف اليسار فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، في حين تعارض الأغلبية الساحقة هيمنة الحاخام، وتنادي أغلبية ثابتة بضرورة إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين".

ويشير الكاتب إلى أن اليسار بدأ في التراجع والتهاوي كما حدث مع رئيس حزب العمل آفي غباي الذي سلم مفاتيح المعارضة البرلمانية إلى وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وذلك قبل التظاهر بقطع العلاقات معها أمام الكاميرات في يناير/كانون الثاني الماضي، وأن غباي تولى بعد ذلك قيادة حزب العمل أملا في إعادة إحيائه بعد عصر إسحاق هرتسوغ.

ويشير الكاتب إلى أن أعضاء حزب العمل قد شهدوا اليوم أسوأ مصير يمكن أن يعرفه حزب سياسي، وهو اللامبالاة.

المصدر : الجزيرة + لوموند