يزيد صايغ: السيسي لا يفهم في الاقتصاد والشركات الكبرى هربت من عاصمته الإدارية

صورة 3 تفريعة قناة السويس مروع لم يؤت ثماره التي وعد بها المسئولون. تصوير زميل مصور صحفي مسموح باستخدام الصورة
صايغ يقول إن مشروع التفريعة كلّف مليارات ومع ذلك لم يسمع به وزير مالية مصر إلا من التلفزيون (الجزيرة-أرشيف)

قال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط يزيد صايغ إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يفهم في الاقتصاد ورغم ذلك يتخذ قرارات خطيرة، والدليل على ذلك إنفاقه مليارات الجنيهات من أموال الودائع في البنوك لحفر تفريعة قناة السويس رغم تراجع التجارة العالمية، بينما وزير المالية المصري سمع عن المشروع من التلفزيون".

وأضاف صايغ خلال مناقشة بشأن تقريره "أولياء الجمهورية.. تشريح الاقتصاد العسكري المصري"، أن السيسي يفتش عن مشروعات ضخمة من أجل أغراض سياسية استعراضية وصنع هالة إعلامية، كما أن المشروعات التي يطلقها النظام في مصر تمثل مصدر دخل ثابت للمؤسسة العسكرية.

ووفقا للباحث والأكاديمي الشهير الذي سبق له العمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في كلية لندن الملكية، فإن مشروعات العاصمة الإدارية وتوسعة قناة السويس طرحت على الرئيس الأسبق حسني مبارك في الثمانينيات وكان يرفضها لعدم جدواها، ومع ذلك فإن السيسي يعلق آمالا سياسية كبيرة على العاصمة الإدارية الجديدة التي انسحبت منها شركات كبيرة.

وأضاف "هناك مسألة مهمة في أولويات التنمية لدى الرئيس المصري، إذ إنه يقوم ببناء مشروعات ترفيهية، حيث أطلق جيلا من المدن الجديدة للطبقة الغنية، في حين أن 32.5% من الشعب فقراء ويحتاجون للدعم".

‪يزيد صايغ: السيسي لم يستطع إجبار شركات دولية كبرى على قبول شروطه للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة‬ (الجزيرة)
‪يزيد صايغ: السيسي لم يستطع إجبار شركات دولية كبرى على قبول شروطه للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة‬ (الجزيرة)

انسحاب إعمار
وبخصوص هيمنة الجيش على الاقتصاد، قال صايغ إن السيسي لم يستطع إجبار شركات دولية كبرى على قبول شروطه للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة.

وأضاف أن شركة إعمار الإماراتية انسحبت من العاصمة الإدارية الجديدة لأن العسكر أصروا على الحصول على نسبة من الأرباح لم تقبل بها الشركة.

وبحسب صايغ، فإن شركات القطاع العام في مصر تعاني من مشكلات منذ سنوات، ومنها قلة الإنتاجية والهدر في الموارد والفرص الاقتصادية وسعة إنتاجية غير مستغلة، مشيرا إلى دخول الجيش منافسا للقطاع الخاص ومهيمنا عليه، إضافة إلى وجود حالة من التنافس بين جهات الجيش نفسها.

وقبل أيام، ذكر صايغ في مقال بموقع ميدل إيست آي أنه سُمح الجيش المصري لعقود بالانخراط في الأنشطة الاقتصادية كطريقة لتقليل موازنة الدفاع، مضيفا أن الاقتصاد العسكري يسمح أيضا بتعويض كبار الضباط مقابل الرواتب المنخفضة والمعاشات التقاعدية، وذلك بمنحهم الفرصة للحصول على دخل ومزايا إضافية.

وذكر الباحث أن السيسي أظهر ازدراء علنيا للأجهزة المدنية في دولته، وأنه يشعر بأنه يستطيع الثقة في الجيش فقط للقيام بأي مهمة في الوقت المحدد في حدود الميزانية، مضيفا أن السيسي لا يمتلك رؤية اقتصادية ولا يفهم كيفية إيجاد الوظائف أو النمو أو زيادة الإيرادات بطريقة مستدامة، وأن خلاصة القصة أن الجيش يتبع الأوامر حتى إنه إذا طلب منه الذهاب لبناء مدينة جديدة في الرمال في مكان ما فهذا ما سيحدث.

المصدر : الجزيرة