هدد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أمس الاثنين بطرد السفير الليبي إذا لم يكشف تفاصيل الاتفاق العسكري الذي وقعته طرابلس مع أنقرة الأسبوع الماضي.
وكانت تركيا وليبيا قد وقعتا يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي تفاهم: الأولى حول التعاون الأمني والعسكري، والثانية بشأن تحديد مناطق النفوذ البحرية وتهدف إلى حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي.
الحدود الغربية
وأوضح متحدث باسم الخارجية التركية أن الاتفاق مع ليبيا يتضمن تحديد قسم من الحدود الغربية للسيادة البحرية لتركيا شرقي البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية الليبي محمد سيالة إن مذكرة التفاهم الموقعة مع تركيا ليست تعديا على سيادة أي دولة. وأضاف في رسالة إلى وزراء خارجية تونس والجزائر والمغرب، أن المذكرة تعد صونا للمصلحة الوطنية الليبية، وأنها تخدم الأشقاء بالدرجة الأولى.
وقد أثارت الاتفاقية حفيظة اليونان ومصر وقبرص، إذ اعتبرتها وزارتا الخارجية المصرية والقبرصية معدومة الأثر القانوني وغير ملزمة لأي طرف، في حين هددت أثينا بطرد السفير الليبي لديها بحلول يوم الجمعة القادم إن لم يقدم نسخة من مذكرة التفاهم الموقعة بين طرابلس وأنقرة.
في المقابل، قال أردوغان إن التنسيق الثلاثي بين اليونان ومصر وقبرص لن يؤثر على الاتفاقية التي عقدتها تركيا مع ليبيا حول تحديد مناطق النفوذ البحرية بين البلدين.
وأضاف الرئيس التركي أن حكومته ستعرض الاتفاق مع ليبيا على البرلمان التركي، معبرا عن أمله بأن يصادق عليه بالأكثرية لكي يدخل حيز التنفيذ.
خريطة الجرف
ونشر المدير العام للحدود البحرية والجوية في الخارجية التركية تشاغطاي أرجياس أمس عبر حسابه في تويتر، خريطة تظهر حدود الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا في البحر المتوسط بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة مع ليبيا.
|
في المقابل، صرح المتحدث باسم الحكومة اليونانية اليوم للصحفيين أن رئيس الوزراء سيجتمع مع الرئيس التركي غدا الأربعاء في محاولة لتخفيف النزاعات حول التنقيب عن الطاقة، والاتفاق بين أنقرة وليبيا حول المناطق البحرية في البحر المتوسط.
حسن الجوار
وأضاف المتحدث أن الاجتماع سيجري على هامش قمة الناتو في لندن، آملا أن يتيح "تمهيد الطريق أمام شكل جديد من احترام القانون الدولي، وعلاقات حسن الجوار بين البلدين".
وتقول أثينا إن الاتفاق الليبي التركي غير منطقي من الناحية الجغرافية لأنه يتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية بين الساحلين الليبي والتركي.
يشار إلى أن العديد من الخلافات برزت في السنوات الأخيرة بين دول منطقة شرق المتوسط عقب اكتشاف احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، لا سيما بين تركيا وبين مصر وإسرائيل وقبرص.