قتلى بقصف روسي على مخيم للنازحين بريف إدلب وتركيا تطالب بتثبيت الهدنة

ذكر مراسل الجزيرة في إدلب أن عشرة مدنيين قتلوا بينهم خمسة أطفال في غارات جوية استهدفت مخيما للنازحين في بلدة جوباس بريف إدلب الشرقي شمالي شرقي سوريا، في حين سجلت موجة نزوح جديدة من ريف إدلب نحو الحدود التركية، وطلبت تركيا من روسيا تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، محذرة من عواقب التصعيد الحالي.

ونقل مراسل الجزيرة في إدلب ميلاد فضل عن المعارضة السورية قولها إن طائرة حربية روسية انطلقت من قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية غربي سوريا، وقصفت مخيم النازحين في بلدة جوباس الواقعة جنوب مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي.

وقال الدفاع المدني السوري إن 84 مدنيا قتلوا وأكثر من 170 أصيبوا نتيجة الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على ريف إدلب منذ منتصف الشهر الجاري.

وأضاف الدفاع المدني أن الطيران الحربي السوري والروسي شن نحو أربعمئة غارة على بلدات ريف إدلب، مما أسفر عن عشرات القتلى والمصابين، ودمار واسع في البلدات والقرى.

طرق النازحين
وقال مراسل الجزيرة إن الغارات الحربية لم تتوقف اليوم واستهدفت معظم المناطق الواقعة شرق إدلب ومدينة معرة النعمان، فضلا عن استهداف الطرق التي يسلكها النازحون الهاربون من مناطق القصف، وأبرزها الطريق الدولي الرابط بين حلب دمشق، ليلجأ النازحون إلى طريق بديل استهدف بقصف قوات النظام وروسيا.

وسجلت اليوم موجة نزوح جديدة للمدنيين من ريف مدينة سراقب وبعض القرى في منطقة جبل الزاوية، الذين يتوجهون نحو الحدود السورية التركية حيث يلاحظ على طول الطريق وجود مئات الحافلات التي تقل النازحين، في حين تتعالى النداءات للهيئات الإنسانية المحلية والدولية لتأمين مساعدات للنازحين، سواء فيما يخص المأوى والمأكل والتدفئة.

وقالت منظمة "منسقو الاستجابة" السورية إن أكثر من 214 ألف مدني نزحوا من ريف إدلب نحو الحدود مع تركيا منذ بدء الهجمة العسكرية للنظام وحليفته موسكو.

سير الاشتباكات
من جانب آخر، تتواصل الاشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في شرق إدلب تحديدا عند محيط بلدة جرجناز الإستراتيجية حيث شنت المعارضة هجوما من أجل استعادة مناطق خسرتها في الأيام الماضية، بالمقابل تلجأ قوات النظام وروسيا لسلاح الجو للتصدي لهجمات المعارضة.

وكانت قوات النظام سيطرت أمس على بلدة جرجناز لتصبح على مقربة من مدينة معرة النعمان، وهي من أكبر مدن ريف إدلب الشرقي، وقد أصبح النظام على بعد ثمانية كيلومترات من المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام سيطرت على 46 قرية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأضاف المرصد أن المعارضة السورية استعادت السيطرة على قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة.

نقطة مراقبة
وقال المرصد إن قوات النظام حاصرت أمس الاثنين نقطة مراقبة تركية في بلدة الصرمان في جنوب شرق محافظة إدلب، وبذلك تكون هذه النقطة الثانية من نقاط المراقبة التركية التي تحاصرها قوات النظام بعد تلك الواقعة في بلدة مورك بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي.

وينتشر الجيش التركي في نقاط المراقبة داخل سوريا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال السوري أبرم في عام 2018.

وفي سياق متصل، قالت الرئاسة التركية اليوم إن سلطات أنقرة "أوصلت رسالة واضحة للطرف الروسي بضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في إدلب"، محذرة من موجة لاجئين كبيرة وأزمة إنسانية جديدة في المحافظة، وهي المعقل الأخير للمعارضة السورية.

اجتماعات بموسكو
وجاء تصريح المسؤولين الأتراك في وقت يعقد فيه وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية التركي اجتماعات رفيعة في موسكو مع المسؤولين الروس بشأن الأوضاع في إدلب.

وقال متحدث باسم الرئاسة التركية إن موسكو أبلغت أنقرة أنها ستحاول وقف الهجمات في إدلب.

يشار إلى أن تركيا وروسيا وإيران توصلت في مايو/أيار 2017 إلى اتفاق منطقة خفض التصعيد بإدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالأزمة السورية، إلا أن قوات النظام وداعميه يواصلون شن هجماتهم على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا يوم 17 سبتمبر/أيلول 2018 على تثبيت اتفاق خفض التصعيد.

المصدر : الجزيرة + وكالات