تجاهل ذِكر حفتر ووصفه بالمعتدي.. السراج في حوار مع صحيفة إيطالية بليبيا

أجرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية في طرابلس مقابلة مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج بشأن الأسلحة التي طلبها من تركيا بعد أن لم تلب روما طلبه.

ويقول مراسل الصحيفة لورينتزو كريمونيزي الذي أجرى الحوار إن السراج لم يُشر خلال كامل المقابلة في مكتبة بطرابلس إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالاسم، غير أنه كان يشير إليه بـ "المعتدي".

وتشير كورييري ديلا سيرا إلى خطورة الأزمة الليبية التي أصبحت تعصف الآن بالتوازنات السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط، والتي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة بعد تزايد التدخل العسكري الأجنبي.

وتتساءل ما إذا كانت أبواب الدبلوماسية أغلقت، مشيرة إلى مصادرة سفينة تركية في الوقت الذي تُرسل فيه اليونان وزير خارجيتها للحوار مع رئيس الحكومة المؤقتة شرقي البلاد عبد الله الثني غير المعترف به من جانب أوروبا.

تركيا وإيطاليا
ويقول السراج إنه طلب الحصول على أسلحة من العديد من البلدان، بما في ذلك إيطاليا التي لها الحق أيضا في اختيار السياسة التي تناسبها ولا تزال علاقات ليبيا معها ممتازة.

ويضيف أنه لم تصل له أي ردود رسمية إيطالية بهذا الخصوص، وأنه تبادل وجهات النظر مع وزير الخارجية دي مايو الذي زار البلاد بشكل عميق.

ويقول السراج إن المجتمع الدولي يبدو منقسما، فمن جهة هناك دول مستعدة لتسليح "منافسينا المعتدين" ومن الجهة الأخرى هناك دول لا تزال تؤمن بأن الحلّ الوحيد للأزمة لا بدّ أن يكون سياسيا وعبر الحوار.

ويوضح أن إيطاليا من بين الدول الداعية للحل السياسي، ويشير إلى أن هجوما عسكريا يُسبب معاناة لا توصف للسكان المدنيين الذين يعيشون تحت قصف المدافع والطائرات والذي أسفر حتى الآن عن قتلى وجرحى ومئات الآلاف من النازحين.

تقدم حفتر
وتشير الصحيفة الإيطالية إلى أن حفتر يتقدم بفضل الجنود الروس في الوقت الذي تنشر فيه المليشيات في طرابلس مقاطع فيديو للدبابات التركية التي وصلت مدينة مصراتة، متسائلة ما إذا كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان سيمليان قواعد اللعبة نهاية المطاف.

ويقول السراج إن السيناريو أصبح صعبا وأكثر تعقيداً بسبب التدخلات الأجنبية، وإن المسألة لا يمكن حلّها ببساطة عن طريق مباحثات بين بوتين وأردوغان.

ويضيف أن العملية تتميز باتصالات ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل مستمر، وذلك ليس فقط مع بلدان إقليمية بل مع الولايات المتحدة ومع ألمانيا الملتزمة مع الأمم المتحدة بالتحضير لمؤتمر برلين، ومع الشركاء الأوروبيين الآخرين.

ويشير السراج إلى أن "المعتدي" قد فشل بالفعل. ففي لحظة شن هجومه المفاجئ في الرابع من أبريل/نيسان الماضي كان يقول إنه سيدخل طرابلس خلال 48 ساعة، والآن وبعد مرور تسعة أشهر الحرب لا تزال مستمرة.

السراج والانتصار
ويقول السراج إنه متأكد من الانتصار، وإنه في النهاية سيتقرر من له الحق في التفاوض بشأن مستقبل ليبيا ومن هو "المعتدي" الذي ستتم محاكمته أمام المحكمة الدولية.

وبشأن العلاقة مع تركيا وترسيم الحدود البحرية والانتقادات الإيطالية لليبيا بهذا السياق، يقول السراج إن تركيا وليبيا عضوتان في الأمم المتحدة، وإن لديهما حكومتين شرعيتين مستقلتين وذات سيادة، بيد أنه قال إنه يثمن العلاقة مع إيطاليا ويتمنى تعزيزها.

غير أن السراج يقول إنه لم يكن يُفترض على بلاده إبلاغ روما مسبقا بشأن العلاقة مع تركيا، ويقول -في معرض رده على ما إذا كان يخشى حدوث تحوّل في الموقف الإيطالي لصالح حفتر- إن دي مايو فشل في كبح جماح استمرار العدوان ضد حكومة السراج.

ليبيا وسوريا
وعند سؤاله في ما إذا كانت ليبيا تبدو الآن شبيهة جدا بسوريا قبل بضع سنوات، قال السراج "منذ سنوات ونحن ندق ناقوس خطر التدخلات العسكرية الأجنبية. وكنت على الدوام أحذر من اندلاع حرب بالوكالة قبل انطلاق هجوم "المعتدي" قبل أشهر.

ويضيف أنه لا يهم إن كان هؤلاء من الجنود الروس، أو المصريين أو دول أخرى، وتساءل ما إذا كانت الحكومة الإيطالية تتوقع أن "نبقى من المتفرجين على هامش الحدث بينما يتم تدمير طرابلس وقتل المدنيين فيها واحتلالها".

وأعرب السراج أن يكون مؤتمر برلين قد تقرر انعقاده نهاية يناير/كانون الثاني، مشيرا إلى أن الغاية من مؤتمر برلين إيقاف التدخلات الأجنبية، ومن ثم تنظيم حوارات مباشرة بين الليبيين.

ويختتم بأن المشكلة أن "المعتدي" المهاجم يحاول كسب مزيد من الوقت، ويستمر في الحديث عن "ساعات صفر" ويؤمن فقط بالخيار العسكري، إنه "يقصفنا ويهدر موارد ضخمة ولا يبني شيئا في الشرق".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإيطالية