واشنطن وصفته بالاستفزاز.. البرلمان التركي يقر الاتفاق العسكري مع حكومة الوفاق الليبية

President of Turkey Erdogan meets Fayez Al-Sarraj- - ISTANBUL, TURKEY - NOVEMBER 27: President of Turkey, Recep Tayyip Erdogan (R) shakes hands with Leader of Libya’s UN-recognized government, Fayez Al-Sarraj (L) as they pose for a photo at Dolmabahce Office in Istanbul, Turkey on November 27, 2019.
أردوغان خلال لقائه السراج في إسطنبول يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الأناضول)

أقر البرلمان التركي مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون الأمني والعسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، في خطوة اعتبرها مسؤول كبير في الخارجية الأميركية "استفزازية ومثيرة للقلق".

وتهدف المذكرة لتعزيز التعاون بين تركيا وليبيا في مجالات التدريب والتخطيط العسكري والصناعات العسكرية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية. كما تهدف لتأسيس مكتب تعاون دفاعي وأمني مشترك بين الطرفين إذا دعت الحاجة لذلك.

وفي وقت سابق، شددت بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة السبت على أن مذكرتي التفاهم المبرمتين مع تركيا لا تناقضان الاتفاق السياسي الليبي ولا تحتاجان للتصديق عليهما من الجهات التشريعية في البلاد.

جاء ذلك في رسالة وجهتها البعثة الأممية الليبية إلى مجلس الأمن الدولي، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.

وقالت البعثة إن ليبيا لديها الحق في إبرام الاتفاقات والتفاهمات مع من تشاء من دول العالم، وهو حق كفله القانون الدولي.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي.

مصادقة واستعداد
وصدّق البرلمان التركي على مذكرة التفاهم المتعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية يوم 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين نشرت الجريدة الرسمية التركية المذكرة في عددها الصادر يوم 7 من الشهر ذاته.

وأعربت مصر واليونان وقبرص ومجلس النواب في طبرق عن رفضهم للمذكرتين. كما أعرب قادة دول الاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا بشأن ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، بوصفها انتهاكا للحقوق السيادية لدولة أخرى، ولا تتفق مع القانون البحري، ولا يمكن أن تكون لهذه المذكرة أي آثار قانونية على الدولة التي انتهكت المذكرة حقوقها السيادية.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي أن أنقرة مستعدة لتقييم ما يلزم اتخاذه من إجراءات في حال ورود طلب من الأشقاء الليبيين.

جاء ذلك في كلمة خلال ملتقى للتجارة والتعاون بمدينة إسطنبول اليوم السبت، في إشارة إلى إمكانية إرسال تركيا قوات إلى ليبيا إذا تلقت طلبا رسميا بذلك.

ويوم أمس الخميس قال الرئيس التركي أردوغان إن تركيا لن تبقى صامتة أمام مرتزقة تساندهم روسيا ويدعمون اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، بينما عبرت موسكو عن قلقها بشأن انتشار عسكري تركي محتمل هناك لدعم القوات المناوئة لحفتر.

‪مقاتلون من مدينة مصراتة يستعدون للحاق بالجبهات للقتال بصفوف حكومة الوفاق‬ مقاتلون من مدينة مصراتة يستعدون للحاق بالجبهات للقتال بصفوف حكومة الوفاق (الأوروبية-أرشيف)
‪مقاتلون من مدينة مصراتة يستعدون للحاق بالجبهات للقتال بصفوف حكومة الوفاق‬ مقاتلون من مدينة مصراتة يستعدون للحاق بالجبهات للقتال بصفوف حكومة الوفاق (الأوروبية-أرشيف)

معارك وقلق
وفي ردها على هذه التطورات، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة الصراع في ليبيا وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات حفتر على الأرض.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، لكنه أضاف أن واشنطن لا تنحاز لطرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع.

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد طرابلس -مقر حكومة الوفاق- وكذلك محيطها معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة عليها وسط استنفار للقوات الحكومية.

وقبل عشرة أيام -وبعد ثمانية أشهر من تعثر قواته في اقتحام العاصمة الليبية- أعلن حفتر كعادته بدء المعركة الحاسمة للتقدم نحو قلب طرابلس، دون إحداث أي جديد على الأرض.

وسبق لحفتر أن أصدر إعلانات مماثلة أكثر من مرة دون أن يتحقق ما وعد به، وعندما بدأ الهجوم على طرابلس في 4 أبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات