مجلة فرنسية: ليبيا.. الفخ الجهنمي والفوضى اللانهائية
بهذه المقدمة، افتتحت نيبيا بنجبور مقالا في مجلة لنوفيل أبسرفتور الفرنسية، قالت فيه إن قائد الشرق اللواء المتقاعد خليفة حفتر شن في الرابع من أبريل/نيسان الماضي هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، ولكنه لم يواجه بجيش منظم بل بالعديد من الألوية التي تتكون من مقاتلين صغار السن.
ويقول أحد هؤلاء الشباب إن "الجميع هنا يقاتلون منذ عام 2011، فقط من أجل العيش في سلام وأمن ولكي تسود الديمقراطية، متسائلا لماذا يتدخل الإيطاليون والفرنسيون في شؤوننا؟".
ويقول محسن -رفيق للشاب في السلاح- "لقد أسقطنا القذافي لنعيش بشكل طبيعي مثل كل الناس، وأنتم تريدون وضعنا تحت دكتاتور آخر، أنتم، فرنسا هذه التي ساعدتنا عام 2011".
وفي ليبيا، حيث تدور المعارك بمختلف الأسلحة، بما فيها الغارات الجوية والطائرات المسيرة، قتل ألف شخص منذ أبريل الماضي، بينهم أكثر من مئتي مدني.
ووصفت الأمم المتحدة ليبيا بأنها أكبر مسرح للطائرات دون طيار في العالم، حيث شنت بها ألف غارة مسجلة منذ بداية النزاع، أودت بحياة العديد من الضحايا، مشيرة إلى أن عشرين مليون قطعة سلاح منتشرة في هذا البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه ستة ملايين نسمة.
الموت خير من العودة إلى ليبيا
وقد أبرمت أوروبا اتفاقية مثيرة للجدل مع ليبيا للسيطرة على الهجرة، تقدم بموجبه القوارب وتقوم بتكوين خفر السواحل، ودفع أكثر من ثلاثمئة مليون يورو، كما أفادت الكاتبة، إلا أن أي مهاجر يفهم أنه قد يعاد إلى ليبيا ينتابه الرعب، حيث تقول مهاجرة من دارفور باكية، إنها تفضل "الموت على العودة إلى ليبيا".
وجاء في تقرير لقناة فرانس24 التي شاهد طاقم منها خفر السواحل الليبية أثناء إنقاذ قارب يحمل مهاجرين قبالة سواحل ليبيا، أن جميع المهاجرين وصلوا متعبين وجائعين، وأنهم لم يحصلوا خلال رحلة العبور التي دامت أربع ساعات على ماء ولا طعام ولا سترات نجاة.
وقالت الكاتبة إن الأمر سينتهي بالكثير من هؤلاء المهاجرين في مراكز الاحتجاز التي تعد مرادفا لسوء المعاملة والتعذيب والاغتصاب والابتزاز، ولا يمكن الخروج منها إلا بعد دفع مبلغ خمسمئة إلى سبعمئة دولار.
وفي سجن زليتن شرق طرابلس، يتم إغلاق السجن على بعض السجناء بشكل غير قانوني لعدة شهور على مدار الـ24 ساعة، دون رؤية أي شخص على الإطلاق، كما تقول الكاتبة.
وأضافت أن بعض هؤلاء المحتجزين طلبوا من المراسلين إعلام أقاربهم بأنهم أحياء، وختمت بأن قصصهم فظيعة وبعيدة عن احترام حقوق اللاجئين والمهاجرين، وأن الانتهاكات التي يعانون منها في تزايد.